عبدالعزيز بن محمد الهويريني.. رجل يعشق الظل، لا يظهر كثيراً أبداً، وإن ظهر فإنه يظهر بشخصيته العفوية والمقلة للحديث، والمؤمن بأن العمل والإنجاز أفضل من أن يتحدث عن النجاحات. قاد أهم جهاز في الدولة "المديرية العامة للمباحث" لأكثر من 11 عاماً، وفيها حقق نجاحات ضخمة خاصة في مكافحة الإرهاب دون أن يكون له ظهور إعلامي واضح. ورغم أن الهويريني اسم معروف في قطاع الأمن، إذ يعد واحداً من أقدم ضباط وزارة الداخلية والذي عمل لأكثر من 40 عاماً في المديرية العامة للمباحث، وتدرج بالمناصب حتى قاد الجهاز، إلا أن الكثير يعتقد أن عمل الهويريني مقتصر على إدارة جهاز المباحث، ولا يعلم أنه رجل دولة ورجل أمن عمل كثيراً على سد الثغور الأمنية، لمواجهة أخطر رجالات الإرهاب، وأشرس جماعات المؤدلجين والمسلحين الذين لا هم لهم إلا استهداف الأمن وافتعال القلاقل وترويع الآمنين واستباحة قتل رجال الأمن وتكفيرهم، وشق اللحمة الوطنية. وقد عاصر الهويريني وزير الداخلية الراحل، الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وكان أحد أكثر الضباط الذين وثق بهم وكرمهم على جهودهم في قطاع الأمن، حيث تدرج في العمل بالمديرية العامة للمباحث. وبناء على ثقة واستحقاق، أوكل إلى الهويريني الشخصية الأمنية مهمة أساسية في مكافحة العمليات "الإرهابية" والتخريبية، ومواجهة الحركات الفكرية والدينية المتطرفة ذات المبادئ الهدّامة، ومكافحة الفساد الإداري والمالي. ولأنه كان الرجل الذي يعمل في الظل، فقد كان هدفاً للجماعات الإرهابية، إذ إنه تعرض لمحاولتي اغتيال -بحسب ما عُلم وانتشر إعلامياً فقط-، خلال فترة عمله في المباحث، الأولى في مطلع العام 2003 عندما تعرضت سيارة كان يستقلها برفقة شقيقه لإطلاق نار كثيف انتهى باستشهاد شقيقه ونجاته، بعد أن أصيب الهويريني في يده ووجهه أيضاً، ولكن كانت إصاباته غير حرجة. والثانية في نهاية العام ذاته، عندما تم تفجير عبوة ناسفة في سيارته الشخصية وأنقذته العناية الإلهية حيث لم يكن بداخل السيارة عند انفجارها. ومعروف أنّ للهويريني رصيداً وخبرة واسعة في مجال مكافحة الإرهاب، فهو قد تعرض للعديد من المخاطر في سبيل الحصول على هذه الكفاءة والخبرة. ولأنه الشخصية الغامضة الصامتة، فقد كان محط إشاعات لاستثارة الإعلام الغربي، كتلك المزاعم التي أطلقتها أشهر الصحف الغربية "النيويورك تايمز" نتيجة معلومات مسربة من شخصيات داعمة للإرهاب مثل المدعو "سعد فقيه" و"مجتهد"، في محاولة لزعزعة الأمن واللحمة الوطنية. ولكن الثقة الملكية التي نالها الهويريني ترد على محاولات التشكيك الفاشلة التي يسعى لها كارهو أمن واستقرار المملكة. وقد نصت الأوامر الملكية الجديدة على أن يبقى الهويريني في منصبه كمدير للمباحث العامة، ويتسلم أيضاً منصب رئيس جهاز أمن الدولة الذي تم إنشاؤه الخميس أيضاً، من خلال ضم عدد من أبرز المديريات الأمنية في وزارة الداخلية ليصبح بمثابة جهاز أمني جديد بمهام حساسة.