شهد شهر رجب من عام 1429ه اعلان اعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، موقع الحجر (مدائن صالح) التابعة لمحافظة العلا بمنطقة المدينةالمنورة ضمن قائمة التراث العالمي، واليوم تسجل حدثا تاريخيا جديدا، بعد صدور الأمر الملكي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإنشاء هيئة ملكية لها. ويتماشى هذا القرار مع ما تمثله العلا من كنز أثري سيعود على الوطن والمواطن بخيرات كثيرة، من خلال تركيز الهيئة الوليدة جهودها نحو تحقيق الاستفادة القصوى من ما تضمه مدينة العلا بين جبالها وكثبانها من آثار عالمية المستوى، دخلت بفضلها الممملكة البوابة العالمية، ورفعت من المكانة التي تستحقها بلادنا. وفي نفس الصدد، جاء الأمر الملكي الكريم، القاضي بإنشاء هيئة تطوير بوابة الدرعية، ليكمل جهود المملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، نحو مواصلة تطوير الدرعية التاريخية المصنفة كواحدة من مواقع التراث العالمي منذ قرابة سبعة أعوام. وشهدت الدرعية اهتماما خاصا من القيادة السعودية، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، الذي جعل مشروع تطوير الدرعية التاريخية أحد المشروعات الوطنية الرائدة، حيث تبنى هذا المشروع منذ عقود، حين كان وقتها حاكما للرياض، انطلاقاً من أهمية تطوير هذا المعلم التاريخي البارز والمحافظة عليه، إضافة إلى كونها واجهة تاريخية للمملكة وللعاصمة الرياض، إلى أن باتت تحظى باهتمام شعبي كبير، ومقصدا رئيسيا لكبار ضيوف الدولة. فالدرعية والعلا، التي تضم موقع مدائن صالح، تملكان قيمة ثقافية وأثرية وحضارية استثنائية، وحققتا سابقة تاريخية بتسجيلهما بقائمة التراث العالمي. وفي الوقت الراهن ومع قرارات الدولة التطويرية ستشهدان نقلة، تواكب توجه الدولة الحضاري والحديث، نحو توظيف السياحة والتراث التاريخي لخدمة الأجيال القادمة، وفقا لرؤية المملكة 2030 والتي تركز على جوانب التوظيف الاقتصادي، وخلق فرص العمل، من خلال تفعيل عوامل جذب المواقع التاريخية للزوار من داخل وخارج المملكة، مما ينمي التوجه نحو خلق موارد جديدة للدولة بعيدا عن الاعتماد على البترول فقط، وستكون العلا والدرعية مثالين لمواقع أخرى بالمملكة ستوظف بنفس هذا التوجه العصري . مدائن صالح