لم يعد رفض إقامة نهائيات كأس العالم 2022 في قطر مقتصراً على الاتحادات الكروية أو الأصوات الرسمية، بل يبدو أن الجماهير نفسها لم تعد تقبل بوجود مونديال عالمي بدولة تدعم الإرهاب وتحتضنه، ففي أثناء انعقاد المجموعة ال20 في هامبورغ الألمانية، وقف عدد كبير من المتظاهرين خارج أسوار قاعة الاجتماعات يحملون شعارات وأعلام تطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بالتدخل لتجريد قطر من تنظيم المونديال، ورفع المتظاهرون لافتات هاجموا من خلالها سياسة قطر في تمويل ودعم الإرهاب على مستوى عالمي، وأكدوا على أن كرة القدم لا يجب أن تحتضنها دولة تلعب دوراً رئيساً في دعم الإرهاب والتطرف. ويشهد «الفيفا» هذه الأيام ضغوطات كبيرة لتجريد قطر من حق استضافة «مونديال 2022»، على خلفية تكشّف أوراقها السياسية وأنها تلعب دوراً رئيساً في تمويل الإرهاب ودعم المتطرفين، وتعيش الدوحة بمنعزل عن دول الجوار بعد القرار الأخير بقطع العلاقات الرسمية معها، وعدم التعاون في أي مجال على الإطلاق ما لم تتوقف عن ضخ الأموال للإرهابيين. ويرى أستاذ العلوم السياسة بجامعة جورج تاون الأميركية في الدوحة أناتول ليفين: أن أثر قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على قطر يشكل تهديداً حقيقياً أمام احتفاظها بتنظيم نهائيات المونديال. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية : «ستظهر نتائج قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قريباً، فقطر لن تكون قادرة على توفير مواد البناء الضرورية لاستكمال منشآت المونديال، فحتى الدول التي تحتوي النظام القطري وتدعمه لمواجهة الدول العربية كتركيا وإيران لن يكونا قادرين على مد الدوحة بما يلزمها من مواد البناء الأساسية لاستمرار العمل في مشروعاتها الضخمة». ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة القطرية: أن نقل المونديال من قطر إلى دولة أخرى سيكون بمثابة ضربة قوية للدوحة وقال: «إنها تستثمر الأموال الضخمة لاستضافة الحدث الكروي الأضخم في العالم وتجريدها من استضافته سيكون ضربة قاصمة لها» . ومرةً أخرى مارست الدوحة تسلطها على العمالة الذين يعملون على إنشاء وتطوير منشآت مونديال 2022، فقد أصدرت قرارًا يقضي بمنع الإجازات السنوية في قطر، وهو الأمر الذي رفضته الرابطة الخليجية للحقوق والحريّات. وقالت في بيان أصدرته لوسائل الإعلام: «إلغاء هذه الإجازات وحرمان العمالة من أبسط حقوقهم يشكل انعكاسات سيئة على نفسيات وأحوال العمالة الاجتماعية، ونحن نناشد المنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لوقف الانتهاك الخطير للدوحة إزاء العمالة الذين يعملون داخل حدودها وحتى المواطنون لديها كذلك». ويضيف البيان الصادر عن المتحدث الرسمي للمنظمة الخليجية الحقوقية: «عملنا على توجيه نداءات عاجلة بهذا الشأن إلى مكتبي مدير منظمة العفو الدولية والمفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف للتدخل السريع، فقرار الحكومة القطرية الأخير يشكل مخاطر كبيرة على العمالة، فمعدل حوادث العمل الكبيرة والمميتة ستزداد بسبب حرمانهم من إجازاتهم السنوية ووضعهم تحت ظروف عمل قاسية وضغط بدني ونفسي شديد. خاصة أولئك العمالة الذين يشرفون على بناء الإنشاءات الخاصة بمونديال كأس العالم 2022 «. وطالبت الرابطة التي تقدر عدد العمالة في قطر بقرابة مليونين ونصف بالتصدي العاجل من منظمة العمل والمفوضية السامية للقرار القطري الذي يتعارض مع اتفاقيات المنظمة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحق الإنسان بالتمتع بإجازته السنوية وعدم وقفها خصوصاً أن قطر عضو فيها.