على هامش نسخة دورة الخليج ال19 في سلطنة عمان عام 2009، وجه العماني سالم الحبسي الدعوة لرؤساء الوفود لعقد مؤتمر صحافي يعلن فيه عن تأسيس ما يسمى الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، وطلب البت في إجراءات التأسيس لهذا الكيان الذي يفترض أن يمثل الإعلام الخليجي. وفي ال24 من شهر مارس 2009، تم إعلان قيام الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي برئاسة سالم الحبسي، وعضوية الاماراتي محمد الجوكر، وخالد حسين من السعودية، ومحمد المري من قطر، وصادق بدر من الكويت، وممثل من البحرين. عجيب أمر تأسيس هذا الاتحاد وأمر أمثاله من الكيانات التي تدعي أنها تمثل شريحة واسعة من الناس، وهي نتيجة لاجتماع نفر لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، لذلك قصة تأسيسه تثير العديد من الأسئلة فمن هي جمعيته العمومية؟ ومن فوّض المؤسسين في تمثيل الإعلام الرياضي الخليجي؟ ومن هي الجهات التي رشحت الأعضاء؟ ومن المصوّتون على مجلس الإدارة؟ ومن أين تأتي موازنته المالية؟ وكيف تصرف؟ ومن أين يستمد هذا الكيان شرعيته؟ كان الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي منذ تأسيسه عديم النشاط، إلى أن حركة الزميل البحريني محمد قاسم مع لجان الاعلام الرياضية في مسيرة عمله لدخول الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية مطلع العام 2016، وهذا يعني ستة أعوام من الجمود في الساحة الإعلامية الرياضية قبل قاسم، وقبل الانقلاب عليه بأموال قطرية. بعد ذلك وتحديدًا في عام 2016، عقد الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي "الكونغرس" الأول له منذ تأسيسه، وكان الاجتماع بمثابة العرض المسرحي الهابط، وتم فيه التجديد لمجلس الإدارة واختيار سلطنة عمان المستضيف الدائم للمقر، والمسألة ليست في هذين القرارين، بل في كيفية حدوثهما، كانت الجمعية العمومية هي نفسها مجلس الإدارة، فقام أعضاء هذا المجلس بترشيح أنفسهم في الانتخابات، ومن ثم التصويت لأنفسهم، ومن ثم نجحوا، وأخيرًا وزعوا المناصب على أنفسهم، هكذا سارت الأمور! اتحاد بلا جمعية عمومية يجدد لنفسه بنفسه، ثمانية أعوام والوجوه لم تتغير في هذا الاتحاد، ومن ثم يدعي أنه يمثل الإعلام الرياضي الخليجي! لا تقف الأمور عند هذا الحد، فالاتحاد الخليجي أقام في "الكونغرس" حفلا لتوزيع الجوائز، فيما تشير المعلومات إلى أنه كان حفلًا لجمع التبرعات في حقيقة الأمر، وتحصّل منه الاتحاد على أموال لا نعرف من أين أتت ولا إلى أين ذهبت؟ كما هي حال أموال الرعاية للفعاليات التي يقيمها. إن هذا الاتحاد تأسس بلا شرعية، ولا يزال بلا شرعية، وهو مطالب بأن يكشف عن تقاريره المالية المثبتة بالمستندات، وإلا فيجدر به أن يعلن عن نفسه كجهة خاصة تمثل نفسها، وأن يغير مسماه إلى "اتحاد الأصدقاء" أو "اتحاد الأصحاب" أو.. أو أي اسم آخر، عليه الكف عن الادعاء بأنه يمثل الإعلام الرياضي الخليجي وهو لا يمثله أبدًا. إن الرئيس العماني سالم الحبسي يستخدم هذا الاتحاد غير الشرعي لتحقيق مصالحه ومآربه الخاصة والشخصية، ووضع موقف الاتحاد الخليجي للاعلام الرياضي على طاولة المفاوضات لمن يدفع أكثر، على حساب الإعلام الرياضي الخليجي الحقيقي. والمتمعن في مجلس إدارة الاتحاد الخليجي يجد أن عددا من أعضائه صحافيون متقاعدون أو صحافيون بلا صحافة، إنهم أناس لم يعودوا يجدون أنفسهم في مكان حقيقي داخل منظومة الإعلام الرياضي الخليجي، وهمهم فقط -مع كامل احترامي وتقديري- نيل الجائزة الدسمة مقابل بضع تغريدات على تويتر! والويل لمن يصارحهم بهذه الحقيقة المرّة أو يكذبهم فيما يقولون. وأخيرًا، وعلى الرغم من إدراكنا بأن هذا الاتحاد يثير الأسئلة أكثر مما يعطي الإجابات، سنسأل؛ بكم بعتم مواقف الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في الأعوام الأخيرة؟ وبكم باع الحبسي نفسه لقطر؟ وما حقيقة علاقة الاتحاد بشركة "زوايا"؟ عبدالله البابطين