قال محللون خليجيون، إن الدوحة شذت عن إطارها الخليجي، وباتت تلعب دورا سلبيا عبر سياساتها الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة. وأضافوا في أحاديثهم ل(عكاظ)، أن قطر تناست الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها ضمن إطار العمل الخليجي الواحد وتجاهلت كونها دولة خليجية يجب أن تراعي مبدأ حسن الجوار ونبذ كل ما يهدد استقرار وأمن الخليج. ورأى المحلل الاستراتيجي الدكتور على التواتي، أن التنظيمات الإرهابية التي أعلنتها المملكة والتي تلعب الدور الأكبر في زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن في المنطقة بعضها مدعوم بشكل مباشر وغير مباشر من قطر. وأضاف أن الدوحة باتت تلعب دورا سلبيا داخل مجلس التعاون، فهي توقع على القرارات والاتفاقيات والمعاهدات في القمم والاجتماعات الخليجية ولكنها تناقض كل ذلك عبر ممارساتها. وأشار التواتي إلى أن هناك نظاما أساسيا في مجلس التعاون له قيم ومبادئ ومحددات يجب عدم المساس بها أو مخالفتها وتتمثل في الحفاظ على الأمن والاستقرار لجميع الدول الأعضاء. وقال إن احتضان الدوحة لمجموعات وتنظيمات إرهابية مثل الإخوان والحوثيين وغيرهم يثير الكثير من التساؤلات حول الهدف الذي تلعبه في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. من جهته، أفاد المحلل الاستراتيجي الدكتور عبدالله عبدالمحسن السلطان أن الدوحة تؤدي دورا محددا بأجندة تعمل ضد المصالح الخليجية والعربية، معتبرا أن استضافتها للمنظمات الارهابية سياسة تنقصها الحكمة وبعد النظر، إذ أن هذا التوجه بات منبوذا من مختلف دول العالم التي باتت على قناعة بضرورة مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن الممارسات القطرية أثرت سلبا على العديد من الدول العربية. وأكد السلطان أن العبث بأمن واستقرار دول الجوار دون مراعاة لمبادئ الأخوة العربية والخليجية ليس في مصلحة الدوحة، إذ أنها ستكون الخاسر الأكبر جراء هذا التوجه. وتوقع أن تدرك قطر خطورة السير في هذا الطريق وأن تعود إلى الحضن الخليجي. بدوره، أشار عضو البرلمان البحريني الدكتور جمال البوحسن، إلى أن الدور الذي تلعبه قطر لا يتناسب مع المنظومة الخليجية. وقال «نأسف من دولة عضو في مجلس التعاون تربطنا بها علاقات أخوية وبشعبها علاقات عائلية وقبائل تمتد روابطها إلى كل النسيج الخليجي أن تعكف حكومتها على تمزيق ذلك النسيج وإلقاء قطر خارج الحضن الخليجي». ودعا قطر أن تحسب حساباتها جيدا، فالسياسة التي دأبت على انتهاجها لا تتفق مع مبادئ حسن الجوار ولا الأعراف والتقاليد التي تحكم أبناء المنظومة الخليجية الواحدة. وأوضح أن التوجه القطري لا يخدم مصالحه ولا مصالح شعب قطر إطلاقا وإنما يعمل على خدمة مصالح خارجية هدفها تمزيق وإضعاف دول الخليج في المقام الأول وزعزعة استقراره وأيضا العمل على لعب نفس الدور في الدول العربية الأخرى. واعتبر البوحسن أن المصلحة تقتضي عودة قطر إلى المنظومة الخليجية، بعد نبذ هذه الممارسات التي أدت إلى سحب السفراء. مطالبا الدوحة بتصحيح هذا المسار والعودة إلى البيت الخليجي في أسرع وقت.