في الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، "فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت" جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله): هذا الحديث يدل على أن الأعمال بالخواتيم، وأنه يجب على المسلم أن يلزم طاعة الله تعالى في فعل ما أوجب عليه وترك ما حرم عليه، ويحرص على التزود من عمل الخير ما أمكنه، رجاء أن يختم له به. الفتوى رقم ( 14535 ). نفذت إرادة الله عز وجل باصطفاء الصالح المصلح ابن عمي الشيخ / جاسر بن محمد المهيدب -أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً- وهو صائم قبل حلول موعد الإفطار يوم الأحد السادس عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1438ه في طريق عودته للرياض بعد الفراغ من نسك العمرة مع بعض أفراد أسرته بحادث أليم أقض مضاجعنا وأبكى عيوننا لفراق أخ ورفيق درب لأكثر من (47) عاماً على ذات الله اجتمعت قلوبنا وتجاورنا في الحي والمدرسة من أيام الطفولة تزاملنا وفي البيع ب (سوق السدرة والحساوية) تنافسنا، وفي محاضن العلم والتربية والتعليم والدعوة تشاركنا، ذكريات مرت كالطيف سريعاً.. يسلينا ويبعد هاجس الحزن وألم الفراق المر بفقد الأحبة والخلان الصالحين. إنك تتفيأ ظلال صحبتهم وتستلهم جميل سيرهم وآثارهم... فأبى محمد (رحمه الله) عرفته مخموم القلب، صدوق اللسان، مدرسة في البر بوالديه رحمهما الله تعالى، وصلته وتواصله على وجه الخصوص مع عمه (عبد العزيز) -أمد الله في عمره على طاعته- قطع معه باب إحسان وود قل أن يدرك في زماننا! وإن سألت عن بذله الخير للغير وتلمسه أحوال الضعفاء والمعوزين، وتقديمه العون للجهات الخيرية والدعوية فهذا ميدان فسيح نشأ عليه وسخر ماله وجزءاً من تجارته لتحصيل التجارة الرابحة مع الله تعالى، أفنى أكثر من عشرين عاماً من عمره في ميدان التربية والتعليم معلماً ومرشداً طلابياً ومربياً تخرج على يديه آلاف الطلاب الذين تعلقت قلوبهم بحبه ومودته، بعد تقاعده تفرغ للقراءة والاطلاع والتدوين، فيومياً يتحف أقاربه ومحبيه بمجموعة من الفوائد النوعية والتوجيهات الثرية عبر وسائل التواصل دون كلل أو ملل، تهافتت الجموع لشهود جنازته والصلاة عليه في مشهد مهيب، وعلى قبره فاضت ألسن محبيه بالدعاء الصادق واغرورقت الأعين بالدمع حزناً على فراقه، ومنهم أخي الدكتور إبراهيم الشقاري إذ قال فيه: خميمَ القلب كيف العيش يحلو وقد واراك في (بنبان) رمل إذا ناديت لم تسمع ندائي وكنت لنغمتي ترنو وتسلو وإن أبصرت لم أر طيف خلي وكان لعيني الرمداء يجلو ستبكيك الأرامل حيث كانت ويبكيك اليتامى حيث حلوا فكنت لهن معواناً ورفداً وأنت لهؤلاء أب وظل بكيت بك المكارم في ذراها فهل من أدمعي سيعود خل رضيت بما قضى المولى فما لي وما لك عن قضاء الله حول لعل من عاجل بشرى المؤمن القبول والحب (الصادق) لأبي محمد من كل من عرفه ووفق لطيب معشره نسأل الله له المغفرة والرحمة والرضوان، وكما جمعنا به في الدنيا على محبة في الله أن يحشرنا وإياه ووالدينا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.