شكّل انتقال ولاية العهد إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لحظة فارقة في تاريخ الدولة السعودية، إذ يعدّ نموذجاً في إيمان قيادة بلادنا الفتية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظ الله ورعاه- بالشباب واستثمار ما يملكه من حماس وتوقّد وطاقة ونشاط. وخادم الحرمين الشريفين حين يضع ثقته في هذا الأمير الشاب الحصيف فهو ينطلق من رؤية عميقة فاحصة تميز بها طيلة حياته السياسية والإدارية، وهنا يكمن عمق وأهمية هذا الاختيار الذي صدر من حكيم وقائد فذ تشهد له العقود الطويلة من الخبرة والبذل للوطن الغالي بالكفاءة والفراسة ووضع الرجال في أماكنهم الصحيحة التي تروم خدمة الوطن أولاً وأخيراً. نحن كجيل شاب متطلّع نشعر بفخر وحبور على هذا الاختيار، فأميرنا الشاب المتدفق حماساً وعطاء والمتمترس بالخبرة العملية المتميزة التي اكتسبها من مدرسة والده سلمان بن عبدالعزيز يأتي إلى هذا الموقع المهم في الدولة مثقلاً بالخبرة والعطاء والذكاء المتوقّد والألمعية. لا شك أن الطريق طويل ولكن ثقتنا في الله ثم قيادتنا أننا سائرون على طريق النماء والتنمية والتحديث والعصرنة في كل مفاصل الدولة. كما لا يخفى على الجميع على أن المنطقة بأسرها تمر بظروف سياسية ومتغيرات دقيقة مما يضاعف المهام أمام هذا الشاب المتوثّب لكننا على ثقة بالله أولاً ثم فيه سموه وكل رجالات الدولة المخلصين بأنهم على قدر المسؤولية، وقادرون على مواصلة النجاح والحفاظ على مكتسبات بلادنا ومنجزاتها التنموية ومكاسبها الثقافية والإنسانية التي شيّدها ملوك هذه البلاد الفتية على مر السنين منطلقين في ذلك من إيمانهم بقدراتهم وقدرات شعبهم وتلاحمه مع قيادته وقبلها عون الله وتوفيقه الذي خص هذه البلاد بأن جعلها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. حفظ الله بلادنا وقيادتها الراشدة وأعانها على التحديات الجسيمة التي تواجهها وهي قادرة بحول الله على اجتيازها كما اجتازت أحداثاً لا تقل جسامة عنها. والله ولي التوفيق.