النار التي أشعلتها القيادات القطرية على مدى عقدين من الزمن المرير تجاه الجيران والأحباب من خلال تبني ودعم منظمات إرهابية لديها بهدف زعزعة أمن واستقرار الصف الخليجي إعلامياً ومعنوياً ومادياً لا سيما البحرين، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والعربي من خلال دعمها لجماعة الإخوان في مصر، ودعم الجماعات المتطرفة في العراق وليبيا واليمن من خلال داعش وفجر ليبيا والحوثين، ناهيك عن الإسلامي منها والمتمثل في أفغانستان هذه الدولة المغلوبة على أمرها من خلال احتضان الدوحة لأكثر من مئة شخصية متطرفة من مقاتلي أفغانستان لتبرهن للعالم أجمع أنها دولة داعمة وحاضة للإرهاب. قطر لم تكتف بهذا النوع من الإرهاب المحرم، بل ارتمت بكيانها العربي الأصيل في أحضان إسرائيل مغتصبة فلسطين العروبة، وإيران الماكرة والخبيثة التي جندت الحكومة القطرية بقيادة أميرها الصغير والطائش تميم بأفعاله الصبيانية لتمرير وتنفيذ مخططاتها الإرهابية التي تهدف إلى إشعال نار الفتن وخاصة الطائفية منها في المنطقة. إرادة الله عز وجل كانت حاضرة تجاه أصحاب النوايا الحسنة للتصدي لتلك النار لتعود تلك النار لتحرق قطر نفسها، وتدحض كل من دبر لها إشعال هذه الفتنة لاسيما إيران ليفسد المخطط الخاسر بقيادة سعودية العروبة والإسلام المتمثلة في حزم الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- هذا القائد العظيم الذي أثبت للعالم أجمع مدى استخدامه لمبدأ الحلم وعدم التسرع مع القضية القطرية ذات الطابع الإرهابي كونها قضية يجب التعامل معها بذات الحجم لقطر لتعرف مدى حجمها بالنسبة لكيان الأمة الإسلامية وقلبها النابض المملكة العربية السعودية ( مملكة الحزم والعزم ) حينما أصدر رعاه الله أمره الكريم بقطع العلاقات السعودية - الدبلوماسية - القنصلية مع دولة قطر انطلاقا من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها لها القانون الدولي حماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف نتيجة الانتهاكات المتكررة من الحكومة القطرية في السر والعلن، طوال السنوات الماضية بهدف شق وحدة الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة بالإضافة إلى إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياة الاقليمية السعودية. هذا القرار الحكيم جاء تضامناً مع مملكة البحرين الشقيقة التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل حكومة قطر ليأتي بعده القرار المماثل لعدة دول هي الإمارات، ومصر، واليمن، وليبيا، وجزر المالديف، وجمهورية موريشيوس، وموريتانيا، لتبدأ قطر حاضة الإرهاب والتطرف الاكتواء بنار الحصار والعزلة الذي لربما يتطور إلى أكثر من ذلك ليأكل الأخضر واليابس ما لم تتدارك الحكومة القطرية سياستها الداعمة للإرهاب من خلال العودة إلى صوابها. على الحكومة القطرية أن تعي تماماً أن المملكة العربية السعودية هي القلب النابض لوحدة أبناء الخليج العربي، ناهيك عن روابط الدم والنسب والنسيج الاجتماعي الأصيل، وعليها أن تسترجع التاريخ من خلال استرجاع الحق الكويتي مطلع التسعينات الميلادية والذي جندت فيه المملكة العربية السعودية كافة قوى العالم بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في ذلك الوقت صاحب التصريح الشهير (ياتبقى الكويت والسعودية يا تنتهي مع بعض) ضد الاحتلال الغاشم للكويت ناهيك عن الدور الريادي العظيم في إعادة حفظ النظام لمملكة البحرين الأبية من خلال إحداث الفتنة في منطقة دوار اللؤلؤة الذي شهد الأمر السامي الكريم من لدن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- تجاه البحرين من خلال دخول قوات درع الجزيرة لردع أصحاب الفتنة في هذه الأحداث المشينة. كل هذه الشواهد ما هي إلا دليل واضح وصريح على أن أمن واستقرار الكويتوالبحرينوقطروالإمارات العربية المتحدة وعمان ماهو إلا أمن واستقرار للمملكة العربية السعودية، فهل تعي قيادة قطر معنى الوحدة الخليجية بجميع أطيافها وتعود لصوابها عند بداية التأسيس والتوقيع على بنود هذه الوحدة مدركة معنى الأخوة الحقيقية الحانية، أم تستمر في التعنت والكبرياء والعقوق واستخدام الصوت العالي تجاه هذه الوحدة المباركة؟