تواصل الصحافة القطرية الهروب إلى الإمام بطريقة كوميدية مفضوحة وهي تحاول بكل بؤس صناعة مادة صحافية فقيرة هي أكثر من يعلم أن لا مقروئية ولا صدى لها سوى بين حفنة من المرتزقة الذين تؤويهم الدوحة وتمنحهم فرصة التسكع في مقرات الصحف المحسوبة على قطر الحكومة لا الشعب الشقيق الذي وقع ضحية لممارسات حكومته الطائشة والمصابة بانفصام الشخصية السياسية من خلال محاولة القيام بأدوار أكبر منها عبر التجاذب مع الكبار واقحام كل مجالات الحياة وممارسة هواياتها القذرة في تمزيق نسيج الشعوب العربية والخليجية. يتحدثون عن إعلام المملكة بشكل عام والرياضي تحديداً، والذي لطالما كان أبناؤه مطمعاً ومطلباً للتواجد في الفضاء القطري المشبوه من خلال محاولة استخدام الأموال بطريقة قذرة، علاوة على استكتاب الصحافيين والكتاب السعوديين إن عبر الصحف أو حتى عبر حسابات بعض القنوات الرياضية بالعلن أو في الخفاء، فحديثهم وطعنهم بذمة الصحافة الرياضية السعودية يدل على أنهم هم أكثر من يعرف هذه الممارسات وأنهم خير من يجيد استخدام المال لشراء الإعلاميين واستمالتهم قبل أن يُصعقوا بالموقف الإعلامي السعودي التاريخي الذي رفض بيع مبادئه وانتمائه لحكومة تعاني كثيراً من المراهقة منذ منتصف العقد الأخير من القرن الماضي نظير عقدة النقص التي تعاني منها بسبب عدم قدرتها على مجابهة دول كبيرة لا تبحث إلا عن الأمن والسلام والاستقرار، لا التجييش وتحريك الفتن وزعزعة الأمن في المنطقة، الأمر الذي أصابهم بالجنون وجعلهم يتخبطون ويضربون يمنة ويسرة. ليس بمستغرب من إعلام مجنس مستورد يقوده مطرودون ومُطاردون في بلدانهم أن يتحدث عن استخدام المال في التأثير على الإعلام لأن هذا هو أسلوبهم وطريقتهم في لفت الأنظار نحو الدولة التي كان بإمكانها أن تكسب احترام وحب الجميع لو تعاملت بمبادئ شعبها الذي يتكئ على تاريخ طويل من حسن العلاقة مع جيران قبل أن يُبتلى بحكومة مهووسة بحب الظهور على مسارح الدول الكبرى ومسكونة بجنون العظمة. لا غرابة أن يكون إعلامٌ يقوده حفنة من المرتزقة والباحثين عن لقمة العيش الذين لا يملكون أدنى ذرة من استقلالية أو انتماء بهذه الصورة المثيرة للاشمئزاز في ظل حكومة تعشق استيراد كل شيء حتى لاعبي الكرة والعدائين ولاعبي الألعاب المختلفة، وبالتالي فإنه لا مكان للتساؤل عن كيفية ظهور الإعلام المستورد بهذه الرداء الممزق أخلاقياً ومهنياً فضلاً عن القيم والمبادئ التي تربت عليها شعوب الخليج ومنها بكل تأكيد الشعب القطري الذي من المؤكد أنه ينظر لإعلام بلاده القائم على "التجنيس" - كما منتخباته- بنظرة الحرج والتبرم من الطريقة التي تدار بها الأمور إن على صفحات الصحف أو على الفضائيات أو حتى عبر الحسابات الوهمية التي انكشفت وانفضحت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تُدار من غرف عمليات يشرف عليها المطرودون الذين سيبيعون قطر كما باعوا أوطانهم.