من المثير للشفقة أن تلتقط إحدى الصحف القطرية بانتقائية فجة ومفضوحة بعض «المانشيتات» التي تناولت حادثة عدم وقوف لاعبي المنتخب السعودي في دقيقة الصمت التي سبقت مواجهة «الأخضر» أمام أستراليا، خصوصاً أن الاحترام والتعاطف مع ضحايا حادث إرهابي يمكن التعبير عنه بأكثر من طريقة وليس فقط الوقوف لدقيقة صمت، وهذا جانب لا يعرفه كثير من وسائل الإعلام الأجنبية والمملكة كانت وما زالت الهدف الأول للإرهابيين فضلاً عن أنها من أوائل الدول التي عانت من هذه الآفة البشعة بكل تفاصيلها. ما نشرته بعض صحف الحائط هو تجسيد لمحاولتها الحصول على بعض من الشهرة على حساب المملكة ورياضتها ومحاولة لتوظيف أي حدث يخص السعودية التي تقود العالمين العربي والإسلامي -وإن شذ بعض الشواذ- للارتقاء على أكتافها، واللافت أن هؤلاء يعلمون ويدركون جيداً أن المملكة تسير على نهج إسلامي وثقافي معروف باتزانه واحترامه للآخرين ولكن وفق المبادئ والمعايير الإسلامية والأخلاقية التي لطالما حاول هؤلاء السير عليها. محاولات رخيصة من نشرات لا أحد يعرفها ولا يلقي لها بالاً تصدر من دولة يقودها أشخاص متلبسون بتهمة دعم وتمويل الإرهاب بشهادة العالم كله، لكن هذه النشرات تحاول بشتى الطرق البائسة لإبعاد التهمة الثابتة وإلصاقها بمن تضرر من هذه الآفة التي تتم رعايتها وتمويلها بشكل رسمي من قبل حكومة تلك الدويلة، واللافت أن الإعلام الذي يقوده حفنة أشخاص من «المرتزقة» والباحثين عن بقعة ضوء ولقمة عيش حاول إدخال المنتخب السعودي الوطني في حفلة البذاءة والكذب الرخيص المتعلق بمهاجمة المملكة في وقت كانت القنوات المحسوبة على الدويلة ذاتها تسعى للظهور بمظهر المتعاطف مع «الأخضر» الذي يتمتع بتاريخ يعادل تاريخ دول بأكملها، وهو ما يجسد حالة التخبط و»الشيزوفرينيا» التي يعيشها الإعلام المرتزق الرخيص، والذي أصبح مثار سخرية شعبه الشقيق قبل الآخرين. رمتني بدائها وانسلت، جملة واحدة كفيلة بكشف واقع وحقيقة الإعلام المستورد الذي يعلم أكثر من غيره أن ممارساته الرخيصة والمبتذلة لن تحرك من الواقع شيئاً بعدما انكشف كل شيء على مرأى ومسمع العالم بأسره. هذا التحريض القطري على دول الجوار من خلال تناول قضايا عدة يعكس الارتباط الوثيق بالإرهاب والقدرة على إشعال نار الفتنة وضرب العلاقات الأخوية بين دول وشعوب المنطقة عرض الحائط، وتلك محاولة يائسة لإبعاد تهمة الإرهاب التي تلبست بها الدوحة وأشار لها رؤساء دول عدة لهم ثقلهم العالمي، أما دكاكين الإعلام المرتزق «المتقطرن»، فتحاول النجاة والقفز مع النافذة بسبب الغضب الكبير الذي تتعرض له الدوحة وتعيش بسببه أشبه بالمخنوق الذي على وشك الانهيار. هم يعرفون أن لكل بلد سياسته وتقاليده ويدركون جيداً أن شجب قتل الأبرياء في أي مكان -وأول من يبادر للشجب هي السعودية عند حدوث أي عمل إرهابي-، لا يكفي عبر الظاهر ما لم يكن ذلك مربوطاً بالتنفيذ على أرض الواقع، على طريقة الدوحة التي تشجب وتستنكر الإرهاب ولكنها تموله وتحرض بعض الجماعات الإرهابية على تنفيذه، لذلك من الطبيعي جداً أن تحاول رمي الرياضة السعودية بحجارة الإرهاب الذي لم يكن يوماً من الأيام بضاعة سعودية، ولكنه سلعة وتنمية برعاية قطرية، على مدار أكثر من 21 عاماً مضت. قطر بدكاكينها الإعلامية المستأجرة في أكثر من دولة وموقع إلكتروني تصرف عليه الدوحة ملايين الريالات، ضاقت بها الأرض ذرعاً من الأدلة الدامغة التي تحاصرها بدعمها للعنف والجماعات المتطرفة، ليس سياسياً فقط إنما أدخلت الرياضة الهواية النظيفة التي يفترض أن تحمل تنافساً شريفاً «وحل الإرهاب» بدليل ما يقال عن الدوري القطري والملايين التي تستقطع من دخله وتذهب لبعض الجمعيات الخيرية التي لها صلة بدعم الإرهابيين لذلك هم ينظمون دورياً إرهابياً، ولم يكن سباق اللاعبين والمدربين الأجانب على الذهاب إلى هذا الدوري من أجل تطور الرياضة هناك، ولكن طمعاً بالمال القطري الذي يتم تبذيره على الإرهاب وفي نهاية الأمر اتضح أن هناك أندية ولاعبين قطريين يعانون من عدم صرف مستحقاتهم. إعلام الدوحة الرياضي وغير الرياضي أضعف من أن يسوق الاتهامات جزافاً، وأضعف ممن يدافع عن بلد -الكثير من هذا الإعلام لا ينتمي إليه ولا يحمل جنسيته- ولأن حججه ضعيفة وأكاذيبه مكشوفة فبدأ يتخبط كالغريق الذي يحاول النجاة وسط الأمواج المتلاطمة فلا يستطيع، لذلك على الاتحاد الدولي مثل ما أصبح الآن مشغولاً بملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 لتقصي الفساد ونقله إلى دولة أخرى عليه أن يحقق في تفاصيل الدوري القطري وكارثة تمويله للإرهاب، فربما تعرضت الرياضة القطرية لأقصى العقوبات الدولية.