هناك الكثير من المقاطع المصورة على الإنترنت تؤكد أن حيوانات مثل الفيلة والقردة تحب تناول ما يفقدها العقل. كما أن الأيائل من فصيلة الموظ تنتشي بأكل فواكة فاسدة وتفعل طيورٌ الأمر نفسه مع ثمار التوت المتجمدة، وكل هذه الثمار تعتبر مفقدة للوعي. أكثر ما يشغل الباحثين في هذا الشأن هو: ما الذي نتعلمه من مملكة الحيوان بشأن سلوك الإنسان الإدماني؟ تعتبر هينريكه شولتس من الباحثين القلائل في ألمانيا، الذين بحثوا في هذا الموضوع، وهي متخصصة في علم الأحياء العصبي والسلوك بجامعة كولونيا، وذلك فولفجانج زومر، خبير في الطب النفسي، وراينر شباناجل، باحث في علم العقاقير، وكلاهما بمعهد الصحة النفسية في مدينة مانهايم الألمانية. ليس الهدف من وراء مختبر شولتس في كولونيا إنتاج أفلام كوميدية حيث يُطعم الباحثون، فيما أكد البروفيسور فولفجانج زومر، من معهد مانهايم للصحة النفسية، أن الباحثين يعرفون من مملكة الحيوان أنه يتعاطى الكحول "بدءا من دودة الأرض ومرورا بالفئران والجرذان ووصولا للرئيسيات". ويجري زومر أبحاثا عن الأسس العصبية والجينية والسلوكية النفسية للإدمان. وركز زميله راينر شبانجال على حيوان زبابيات الشجر الثديي في ماليزيا، والذي لا يتغذى أثناء وقت الزهور سوى على رحيق بعض أشجار النخيل تقريبا، وهو الذي يبلغ الكحول نحو 4% منه. وخلافا لبعض البشر، فإن زومر يفرِّق بين تعاطي الحيوان الكحول وإدمانه، قائلا إن تعاطيه أمر عادي لدى الحيوانات وإن البحث عن ثمار متخمرة وتحتوي بذلك على كحول كمصدر للطاقة "سلوك طبيعي جدا ومستقر في المخ ولا يحتاج لتعلم بالضرورة" في حين أن الإدمان لا يكاد يوجد لدى الحيوانات "فمعظم الحيوانات لا تستطيع الإدمان، لأنها ستصبح عندئذ ضحية لأعدائها". ولكن الأمر أكثر سهولة لدى القردة حيث إن الوصول الحر للمشروبات الكحولية يكفيها لتحقيق ذلك"؛ حيث أوضح الباحثون أنه من غير النادر أن يكون هناك قرد مخمور. حيث لاحظ باحثون برتغاليون في غينيا أن قردة شمبانزي تعيش في البراري تشرب ما يصل إلى ثلاثة لترات من عصير النخيل المتخمر. و"من النادر أن تتعاطي قرد الشمبانزي عصير النخيل في منطقة بوسو في غينيا ولكنه أمر يتفق مع عادات هذه القردة" حسبما أكد هؤلاء الباحثون في دراستهم التي نشرت عام 2015. غير أن الباحثين رفضوا التقارير التي تؤكد أن دلافين تستخدم أسماكا مستديرة "ينفوخية" كنوع من المخدرات بسبب السم العصبي الذي تفرزه قائلين إنها من الأساطير.