يستضيف مركز قرب سانتياغو في تشيلي تطغى عليه أجواء غابة استوائية، قرداً كبوشياً صغيراً تمكن من تجاوز ادمانه الكحول ليستعيد حياة القرود العادية. وكان «نيكولا»، ملكاً لتجار في العاصمة التشيلية. وقد وصل الى مركز بينيافلور للمعالجة من الادمان في ضاحية سانتياغو من دون أسنان ومدمناً الكحول والتبغ. وتروي نيكول ريفيرا هيلبيغ الطبيبة البيطرية المسؤولة عن المركز وهي تداعب القرد: «كان مالكوه يقدمون له الكحول لانهم كانوا يحبون ردود فعله. وكان يصبح اكثر عدائية وكان ذلك يضحكهم». وانقذت الشرطة القرد الذي تلقى علاجاً مماثلاً للذي يحصل عليه البشر للاقلاع عن الادمان. وقد مر في كل مراحل الاقلاع عن الادمان. وهو يعطى مضادات الاكتئاب لمساعدته على تحمل توقفه عن شرب الكحول، وقد بدأ يستعيد عافيته. وتقول الطبيبة البيطرية ان الكحول والسجائر والمخدرات تعطى كثيراً للقردة لأنها تعتبر ذلك لعبة». ويستضيف المركز ايضاً قرداً درب على سرقة المجوهرات وأنثى قرد مسنّة تعرضت لعلاجات هرمونية كثيرة في احد المختبرات. ووسط هذه الطبيعة الوافرة التي تحاول محاكاة الموطن الطبيعي للحيوانات المئة والخمسين الموجودة في المركز، تجهد هذه الحيوانات لتستعيد حياة طبيعية فيما يحمل جسمها آثار تشوهات تشهد على ماض أليم. وأسست هذا المركز إلبا مونيوث الشغوفة بالحيوانات وباتت تكرس حياتها مع عائلتها لهذا الشغف وتقول مونيوث: «تتعلم القردة هنا انها قردة. عندما تكون في منزل، لا تكون قردة ولا يمكنها ان تطور التصرفات الخاصة بجنسها». وهي تروي بفخر كيف فتحت مركزها عام 1994. فقد تبنت قرداً اليفاً وعندها أدركت كم ان معاناة هذه الحيوانات الاستوائية كبيرة عندما تعيش في الاسر. وينكب التشيليون الآن على تبني حيوانات الايغوانا والعظايات والافاعي الاصلة. وقبل الزواحف كانوا يميلون الى الطيور الملونة من ببغاء وطوقان وآرة. لكن مونيوث تحذر قائلة: «كل هذه الحيوانات تنقل امراضاً يمكن ان تكون خطرة للبشر. فالرئيسات يمكن ان تنقل داء الكلب والسل، والزواحف يمكن ان تنقل امراضاً مثل السالمونيلا».