قطر منذ انقلاب الشيخ حمد بن خليفة على والده وعالم آخر مظلم يتشكل في العالم العربي، فبعد فترة وجيزة من الانقلاب بدأت قناة الجزيرة بالتحريض ونشر أدبيات تنظيم القاعدة وتصريحات قياداتها لتوهم عامة المجتمعات العربية أن تنظيم القاعدة الإرهابي يمثل الإسلام، وهذا الدور القطري يضعها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن انتشار فكر تنظيم القاعدة في العالم العربي عبر الأشرطة الدعائية والتصريحات التي كانت تنشرها قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي. وبعد أن بدأت الثورات في بعض الدول العربية لعبت قطر دور المبشر بالثورات، وأن عالما عربيا جديدا سيتشكل بعد هذه الثورات، وقد كان التحريض علنيا ومباشرا عبر بعض المقاطع الدعائية القصيرة التي تنشرها القناة بين البرامج وبشكل مستمر لبعض المتظاهرين من ميادين التحرير ومنها العبارة الشهيرة "القطار فاتكم" في إشارة إلى بعض الحكام العرب، ومثل هذه العبارات تستخدم إعلاميا لتأجيج وترسيخ فكر الثورات في عقول الشباب وتحفيزهم للاستمرار ضد الأنظمة الحاكمة، كل ذلك يضع حكومة قطر السابقة مسؤولة عن التحشيد الذي تقوم به قناة الجزيرة للشباب في العالم العربي ضد أوطانهم. لم تكتفِ الحكومة القطرية بدور التحريض؛ بل دعمت الجماعات الإرهابية في العديد من دول العالم العربي، وكان دورها واضحا بكل أسف حتى مع السعودية، ويكفي الإشارة إلى الحوار المسرب للشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم مع معمر القذافي، الذي كشف بوضوح عن نواياهم ورؤيتهم للمملكة، وهذا بكل أسف لا يدع مجالا للشك عن الدور القطري في زرع الفتن حتى في الدول المجاورة لها. النتيجة الجلية للدور القطري في العالم العربي خلال العقدين الماضيين وإلى اليوم هي الواقع الأمني والاقتصادي والسياسي السيئ الذي تعيشه عدد من الدول العربية التي وقعت ضحية للثورات، وهي حقيقة سيكتبها التاريخ عن الدور القطري في هذه الحقبة التاريخية من مسيرة العالم العربي.