دأبت قناة الجزيرة القطرية على دعم الارهابيين بمملكة البحرين الشقيقة عبر تغطيتها غير الحيادية والمشبوهة لاحداث البحرين ، حينما وصفت الإرهابيين بالمحتجين. وبثت القناة التي تعد نموذجا صارخا للفتنة والتخوين، خطب زعيم القاعدة ومؤسسها أسامة بن لادن، وألهبت حماسة العديد من المراهقين والمتفلتين،وساهمت بقوة في التغرير بهم وحثهم بطرق غير مباشرة للانضمام إليها أو تشكيل نسخ مختلفة منها. وشكلت هذه القناة التي تلعب دورا مشبوها وهداما في السابق منبرا غير مباشر للترويج لفكر القاعدة وما انبثق عنه من منظمات وجماعات تكفيرية أو إرهابية تنتهج الفكر المتطرف بعدما واصلته بلقاءات زعيمها أيمن الظواهري الذي خلف ابن لادن بعد مقتله، إضافة إلى تبنيها طرح العديد من أئمة وشيوخ الفضائيات الذين أنتجهم الفكر الإخواني، وقيادتها الإعلامية غير المسبوقة لحملات الترويج الخفية والمعلنة للجحيم العربي الذي مثل خطوة مفصلية من خطوات مخططات دمار المنطقة. ##قناة الإرهاب يرى مراقبون أن تتبعا دقيقا لتاريخ كثير من «الإرهابيين» في بقاع الأرض، يبين ذلك أن بداية معظمهم تمثلت بظهورهم في قناة الجزيرة القطرية، وتولي هذه القناة المثيرة للجدل حملة ترويجهم، فالعالم لم يعرف أسامة بن لادن ولم تتم إثارة الجدل حوله، إلا بعد أن طرحته الجزيرة نموذجا للتناول الإيجابي والسلبي، وعبر لقاءاتها وحواراتها المختلفة معه، ونقلها أشرطته وأفلامه التي يصورها بمفهومه وبالطريقة التي يريدها لرسالته، واستمرت في الترويج له بطريقة أكسبته تعاطف الكثير من الشباب والمراهقين، وكانت سببا مباشرا في شعبيته، وعلى قياس ابن لادن تتعدد الأسماء بدءا بالظواهري ومرورا بالزرقاوي وانتهاء بأبي بكر البغدادي ولقاء مباشر مفضوح مع أبومحمد الجولاني. ## إثارة الفتن أثارت قناة الجزيرة وفقا لإعلاميين جدلا كثيفا قبل سنوات حول الأهداف الحقيقية لإنشاءها والتي تمردت على مختلف القيم والمفاهيم السائدة لدى مجتمعات المنطقة منذ إنشائها. ويقول هؤلاء الإعلاميون: إن القناة التي توفر لها موارد مالية كبيرة، بدأت بكسر قواعد ظلت مجتمعات المنطقة تؤمن بها وتحافظ عليها، بدءا بإتاحتها المساحات الكافية للإسرائيليين الذين تمكنوا من كسر الحصار المفروض عليهم منذ زمن بعيد، وأدخلتهم مختلف البيوت العربية ليبرروا كل ما قاموا ويقومون به من أفعال، وهو ما ساهم في تذويب القضية الفلسطينية. وفي ذات الوقت خلقت فجوة كبيرة بين الشعوب وحكوماتهم وأثارت الكثير من النعرات تحت ستار «الرأي والرأي الآخر»، الذي مكنت من خلاله الكثير من أصحاب الأغراض من تحقيق مآربهم عبر تحريض الشعوب وحثها على القيام بما أسمته الثورات، وبدأت بتضخيم المشكلات الصغيرة لتخلق منها شرارات أدت في مجملها للحريق الكبير الذي ما زال يكوي معظم أرجاء المنطقة. ##وثائق ويكيليكس كشفت وثائق نشرها موقع ويكيليكس عن تحركات قطر للسيطرة على الخليج. وألقت الوثائق الضوء على التحركات القطرية للسيطرة على المنطقة في أعقاب الربيع العربي.وكذلك تحركات الإخوان المسلمين وقطر خلال فترة ما يسمى بالربيع العربي، واستعداد جماعة الإخوان المسلمين الانقضاض على دول المنطقة، وتلاعبهم بمطالب الشباب الذين قادوا الثورات في دولهم، وسعيهم لتثبيت دعائم سيطرتهم الاقتصادية على هذه الدول. كما كشفت أيضا محاولات قطر وإيران للسيطرة على الخليج. ## أداة الحاكم وفيما يتعلق بالعلاقة بين قناه الجزيرة وصانع القرار في قطر تكشف الوثائق أن صانع القرار القطري هو الذي يفرض اجندته على المذيعين والعاملين الذي ينتمى اغلبهم لجماعة الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معها، كما أن استضافة قطر ليوسف القرضاوي وقادة حماس يأتى من باب الاحتفاظ بأوراق ضغط في كثير من الدول وهذا ما تحققه لها حركة الإخوان المسلمين ذات الهيكل العالمي والمتواجدة في أغلب الدول الإسلامية، وهو ما يؤهلها للضغط على صانع القرار السياسي في الدول التي تتواجد فيها. إلا أنه بدأ الكشف عن حقيقة قناة الجزيرة وتزييفها للحقائق وإثبات استخدامها من قبل الأمير القطري وحلفاء له لقلب الأنظمة الحاكمة في الدول العربية، وهو ما عرف بثورات الربيع العربي من خلال أدلة مادية دامغة تثبت تورطها في تزييف الحقائق من أجل استخدامها في عملية الخداع لدول الثورات. تنفيذ سياسات عادة ما تنفي قناة الجزيرة أنها لا تعبر عن سياسة دولة قطر، إلا ان الحقيقة تكشف ان أداء الجزيرة ما هو إلا إنعكاس لدور قطر، والشرط الوحيد لاستمرار دعم الحكومة القطرية للجزيرة هو أن لا تتعرض الأخيرة لشؤون سياسة قطر. انطلقت الجزيرة منذ أول وهلة لبثها عبر منحة مالية بمقدار 150 مليون دولار من حكومة قطر، وقررت الحكومة القطرية دعما سنويا للجزيرة بمبلغ 300 مليون دولار وضخت قطر عام 2010 مبلغ 400 مليون دولار الى حساب قناة الجزيرة. وبلغت ميزانية القناة بدعم من الحكومة القطرية مليار دولا سنويا، وقال د. طارق نور مالك قناة القاهرة والناس: إنه لأول مرة في التاريخ تكون هناك قناة تتبعها دولة، في إشارة لدولة قطر. القناة اعتادت المبالغة والتهويل في تغطياتها للأحداث ##سياسة انتهازية أصبحت سياسة قطر الانتهازية تثير جدلا بين دول المنطقة، وذلك لمحاولتها تغيير بعض أنظمة الحكم من خلال مساندة بعض الأحزاب الإسلامية مثل ما جرى في ليبيا، وتونس، ومصر، واليمن. وتلعب قطر هذا الدور المشبوه مستغلة قناة الجزيرة في خلق الفتن والمشاكل في معظم الدول العربية حتى اندلع ما يسمى بالربيع العربي. فبدأت قطر في لبنان فلعبت على وتر الطائفية. وبعد ذلك قامت قطر بتمويل الأحزاب الدينية في مصر، وليبيا، وتونس، واليمن، وغيرها لكي تستحوذ على الحكم لخلق الفوضى، وتمزيق أوصال هذه الدول كما يحدث الآن. ولم يقف دور قطر عند هذا الحد، بل امتد إلى دول الخليج. وذكرت وسائل إعلام أن القيادة القطرية حاولت تنفيذ خطة مدمرة ضد دول الخليج المستقرة لزرع الفوضى. ولم تنس قطر الورقة الفلسطينية، فتوجهت إلى حماس للضغط على السلطة الفلسطينية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فلقد قام أمير قطر بزيارة قطاع غزة تحت هدف كسر الحصار ومساعدة أهل غزة، ولكن هدفه الحقيقي كان تعميق وتكريس الانقسام الفلسطيني. لقد تمادت قطر في وقاحتها، وحاولت خلق شرق أوسط جديد، لعدم وجود موقف عربي قوي يوقفها عن التآمر على الدول العربية وفلسطين. ##سقوط مدوٍ تواصل قناة الجزيرة القطرية سقوطها المدوي، مع استمرارها في انتهاج سياسة العدوانية وتغذية الصراعات والطائفية وخدمة الاهداف الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين. اختزلت قناة الجزيرة الفضاء الاعلامي الرحب والواسع، لتجعله ضيقا كضيق أفق هذه القناة التي تحولت الى عامل مساعد للنزاعات وإذكاء الفتن والصراعات، من خلال سياساتها الاعلامية الخارجة عن المهنية وابجديات الرسالة الاعلامية المقدسة. ظهورمفاجئدخلت قناة الجزيرة العالم المرئي الواسع في العام 1996م، وبرزت سريعا في فضاء الاعلام، جراء حملها شعارات كان يعتقد الكثيرون انها شعارات حقيقية تجسد فعلا حقيقة القناة العربية ومقرها العاصمة القطريةالدوحة . غير ان ظهور الجزيرة بشكل لافت مع احداث 11 سبتمبر 2001، اذ غطت الجزيرة حرب افغانستان مباشرة من مكاتبها في (كابول)، إلا ان تبني الجزيرة خطاب زعماء تنظيم القاعدة وابرزهم «اسامة بن لادن – ايمن الظواهري – الملا عمر»وذلك من خلال الاشرطة المسجلة او الفيديوهات التي دلت على علاقة وثيقة بين القاعدة وقناة الجزيرة، وهو ما جعل القناة في شكوك لدى المشاهد العربي وحتى الانظمة العربية والدولية بعلاقتها وعلاقة دولة قطر بالتنظيم الإرهابي. وكان دور الجزيرة مفضوحا أثناء حرب العراق عام 2003 ، وما زاد من الشكوك حول قناة الجزيرة تردد أنباء عن امتلاك اسرائيل 50% من القناة، وهي المعلومة التي ظلت دون تأكيد او نفي، رغم ان قناة الجزيرة تبث في فلسطين عبر القمر الاسرائيلي (عاموس)، حتى ظهر رجل أمريكي إسرائيلي من أصلٍ يهودي ليشتري 50% من أسهم الجزيرة عام 2004، وظل يعيد العرض مع زيادة المبلغ المعروض حتى خريف 2009، وهذا الرجل هو حاييم صبان، رجل أعمال أمريكي من أصلٍ يهودي، تربطه علاقة قوية بإسرائيل. أسس مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط، كما أنشأ المنتدى الأمريكي الإسرائيلي الذي يعمل على ما يسمى تفعيل الحوار مع قادة الفكر والرأي المسلمين. ## عدوانية الجزيرة مع بروز ما سمي ثورات الربيع العربي كانت الجزيرة قد ظهرت بشكل واضح في ممارسة العبث في الوطن العربي، وجعلت من الخطاب الاعلامي أداة للدمار والعبث والتحريض على الحروب والفتن. وسقطت قناة الجزيرة الفضائية وانهارت الغيمة الرمادية عن الجزيرة لتدخل في خانة اللون الاسود وتسقط مع ذلك أحلام الحالمين بإعلام عربي مهني، وهو الحلم الذي تحول إلى كابوس مرعب في نفوس المشاهدين لقناة الجزيرة التي سقطت في قذارة التحريض الاعمى ونفث السموم في كثير من البلدان العربية.وفي تقرير لها اعتبرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن سقوط قناة «الجزيرة» الإخبارية عن العرش الذي كانت تتربع عليه في مصر يعكس تحولا كبيرا في السياسة القطرية نحو مصر وعدد من البلدان العربية. ذكرت الصحيفة البريطانية -في تقريرها- أن سقوط قناة «الجزيرة» يعكس التغيرات الديناميكية في المنطقة عامة ومصر خاصة، ومدى السياسة المتبعة من قطر نحو البلدان العربية المحيطة بها. ##تحريض على القتل ومع سقوط الجزيرة في التحريض والعدوان ضد البلدان العربية، واستخدامها التسجيلات المخابراتية للمسؤولين في مصر وليبيا واليمن، لزعزعة امن واستقرار الدول، ظهرت الجزيرة كما لو انها قناة مخابراتية تدار بعقلية الباعث للأزمات في الوطن العربي. ولم تكتف الجزيرة بذلك، وانما حرضت جهارا نهارا على القتل، لكل مخالف لسياسة قطر، فحرضت على قتل الرؤساء العرب من خلال ما يسمى «ثورات الربيع العربي».