محاولة الكتابة عن البدر!! أشبه ما تكون بالمستحيل فما بالك عندما يكون البدر.. هو الإنسان الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن.. وأبحث بعدها عن بداية لتاريخ هذا البدر الذي وعبر سنين طويلة من الشعر والتغريد بعيداً خارج السرب حيث تعود هكذا أن يحلق.. بدر لا يشبه.. ويصعب التشبه به بل أن من حاول المغامرة بالتشبه بالبدر.. كانت هي النهاية بالنسبة له فشاعر بحجم البدر مهندس الكلمة يصعب مجاراة مفردته.. لغته.. مخيلته.. صوره الشعرية الفريدة.. ثراء أبجديته.. التي لا تقارن بغيرها ويكفي أن تشعر بأنك في عالم آخر عندما تسمع أو تقرأ له شعراً مثل قوله.. المنزل ثلاث جدران.. ورابع.. ما بينهم ضايع.. متشقق وعاري.. ويميزه شباك.. ضيق.. مصبوغ.. بالأحمر الناري.. ومحاصرٍ باسلاك.. علقت بها وردة.. أوراقها المنزل.. والبرعم الأفلاك.. وهكذا عندما تقرأ للبدر وبكل بساطة تشعر بأنك تعيش ذات الإحساس بكل مافيه فعبقرية البدر الشعرية تمنحك بعداً ثلاثياً للنص يجعلك تشعر بكل تفاصيل مفرداته وصورة الشعرية وموسيقى شعره العذب!! وكل تلك المعاني الراقية تحلق بك في اللا وعي هائماً في عالما لاتجده إلا في مخيلة شاعر بحجم الشاعر الإنسان /بدر.. مهندس الكلمة!! كتب عن كل شيء يلامس المشاعر الإنسانية.. للحب فأذاب قلوب العشاق.. للحنين فاطرب.. للغربة فأحزن.. للحرمان فابكى.. للمسافة فأبدع.. للباب فحرك المشاعر الجامدة إنه بدر يتألق مع مرور السنين ويزداد ضياء يبهر المتلقي المتلهف لشعر إحساسه النقي.. ولم يكتف بجمهور بداياته وجيله بل ظل مرافقاً لأجيال مختلفة طول مسيرته الشعرية الفاخرة ورغم اختلاف جمهوره إلا أنهم جميعاً اتفقوا على روعة وسحر وشموخ وعذوبة شعر البدر المضيء إحساساً!! انه حالة متفردة في عالم الشعر الشعبي وبخاصة الخليجي فقد خرج عن تقاليد القصيدة النبطية التقليدية وبحورها!! وحلق خارج السرب إلى عوالم أخرى كما أشرت في بداية الحديث عن قيثارة الشعر الشعبي البدر.. الذي أراد أن يكون كما يشعر هو!! وليس كما يحب الآخرون أن يكون فكتب شعر التفعيلة الذي منحه فضاءات أكبر للانطلاق والتحليق بالمفردة الشعرية إلى حيث الاختلاف والحضور الذي لايشبه إلا حضور البدر مما جعله يقتنص أروع الصور والأخيلة الشعرية التي أصبحت وشكلت تاريخاً شعرياً للبدر لأنه وببساطة لم يكن تقليديا نمطياً بل كان أكثر تحرراً إبداعياً وفكراً نخبوياً أنتجا كل ذلك الوهج الشعري خلال مسيرة طويلة للبدر مع الكلمة والإحساس والعطاء المتجدد الذي اثري بروائعه الشعرية ومازال إلى اليوم يثري الساحة الشعرية العربية وبخاصة الخليجية وكل عشاق الشعر في كل مكان!! كيف لا وهو مهندس الكلمة.. الإنسان.. البدر.. الأمير/ بدر بن عبد المحسن الذي عندما عجز الآخرون عن تعريفه.. عرف هو نفسه في هذه المقطوعة الشعرية الفاخرة فقال عن نفسه ,, ((أنا النخيل)) بين القلم وأصابعي والورق شوق عشرين حولٍ.. من كتبت القصايد من يوم بان القلب.. واخفيت بالموق دمع.. وغدالي بالمحبه.. وعايد كتبت ما كني على الشعر مسبوق وقريت ماكن اف قصيدي.. جدايد ونزفت لين اتعبت لا حصل أعروق وسهرت لين أمست نجومي قلايد وصرت الليالي بين عاشق ومعشوق إبراهيم عسيري