لم يمضِ وقت طويل على إنشاء أكبر حديقة في منطقة عسير بالقرب من المطار والتي افتتحت لوقت وجيز ثم أغلقت تماما أمام الناس لتسليمها لمستثمر يطورها ثم يعاد افتتاحها بحلة جديدة، وبرغم الإغلاق الكامل طالتها أيادي العبث من قبل عدد من الشباب والذين افتحوا أبوابا بطريقتهم العشوائية وقصوا الستار واقتحموا الحديقة من الخلف ويتوافدون في المساء ويقيمون السهرة والشوي ويرمون المخلفات بشكل غير حضاري. ووصف مواطنون ذلك بمواصلة تخريب المرافق العامة الذي يحولها من مواقع للترفيه إلى مواقع غير مرغوبة من قبل العائلات، مطالبين أمانة عسير إيجاد كوادر أمنية لمراقبة العابثين بالمرافق العامة والحدائق التي تحولت من متنفس إلى موقع خطر يهدد المتنزهين، والإسراع في افتتاح الحديقة للعوائل قبل قدوم الإجازة الصيفية. ويبين المواطن عبدالله أبو فهد أن حديقة المطار التي تم إنشاؤها مؤخرًا تعتبر إطلالة حضارية يقصدها سكان المنطقة وزوارها بحكم موقعها إلا أنها معطلة ولم يستفد منها سوى شباب عاثوا في الممتلكات وقد تعرضت للعبث من قبل مجموعة من العابثين الذين يحطمون كل جميل وقس عليها حدائق أخرى وممشى الورد وحديقة بحيرة السد وغيرها وتبين مدى جهل هؤلاء وعدم مبالاتهم، مشيرًا إلى أن أقل ما يطلق على هؤلاء أنهم عابثون لأن الأعمال التي قاموا بها تؤكد أنهم لا يملكون ذرة من الثقافة، مضيفًا أن فئة أخرى قامت بتحطيم البلاط والبلدورات من الممرات واستخدامها في عملية الشواء. ويرى أبو فهد أن الحل المناسب لمنع العبث بالمرافق والحدائق العامة يكمن في توفير حراس أمن يعملون في الفترة المسائية لمنع المستهترين من إتلاف هذه المشروعات الحيوية التي كلفت الملايين، متسائلًا عن الدور الحقيقي لأولياء الأمور والعقلاء والخطباء تجاه هؤلاء العابثين الذين شوهوا العديد من المتنزهات والحدائق العامة دون رادع أو توجيه ومتابعة من أسرهم، ودعا السكان وأمانة عسير للتصدي لهذه الفئة المستهترة ومعاقبتها مشددًا على أهمية تنظيم محاضرات توعوية وتثقيفية لفئة المراهقين والشباب تحثهم على الحفاظ على المرافق العامة وتدعوهم إلى التعاون. ويؤكد المواطن سعيد آل محمد أن الكثير من الشباب يقومون بتشويه مظهر الحدائق العامة من خلال رمي مخلفات أطعمتهم في أرجائها بصورة تعكس مدى سلوكهم غير الحضاري الذي خدش وشوه وجه أبها الجميل، مضيفًا أن هناك أيضا بعض الأسر الوافدة والتي استفادت من المتنزهات والحدائق أكثر من المواطنين إلا أن تصرفات أولادهم وبناتهم في الحدائق لافتة للنظر وخصوصا المراهقين منهم ولا بد من متابعة المتجاوزين في الأماكن العامة وتحذيرهم وإنذارهم بالتقيد بالتعليمات أو منعهم من الاستفادة من الحدائق وخاصة حديقة الأندلس «بسر ثبتة» التي تشهد فوضى كبيرة من قبل بعض الشباب والشابات الوافدين.