أكد سياسيون وإعلاميون مصريون أن سياسة إمارة قطر الحالية، والتي تصر على انتهاجها تفرض عليها عزلة خليجية وعربية، بعد أن خرجت على التوافق الخليجي والعربي في مكافحة الإرهاب. وقالوا إن سياسية قطر والتي كشفتها بوضوح التصريحات الأخيرة المنسوبة لأميرها تميم بن حمد آل ثاني، من شأنها أن تعمل على شق الصف الخليجي والعربي، بعد أن انتهجت نهجاً مغايراً لسياسة مجلس التعاون الخليجي، وهي سياسة أيضاً لا تتوافق مع توجهات المملكة اللاعب الأكبر على الساحة العربية. واعتبر المحلل السياسي نبيل فؤاد أن الأوضاع في الخليج في الوقت الحالي تبدو وكأنها تخضع لبعض الأطراف التي ترى في نفسها أن هذا هو زمانها، وأنها تريد أن تفرض نفسها على الوضع السياسي في الخليج ودول المنطقة، وأن تكون بديلاً للقوى الكبرى ومنها المملكة ومصر. وأشار فؤاد إلى أنه رغم ما تتعرض له مصر وبعض دول المنطقة، إلا أنها لا يمكن أن تنسلخ من جلدتها العربية، مطالباً القاهرة باتباع إستراتيجية عميقة للحفاظ على الأوضاع في المنطقة. فيما انتقد سكرتير عام نقابة الصحفيين ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب حاتم زكريا، السياسة الإعلامية القطرية، ووصفها بأنها لا تتوافق مع المعايير المهنية ولا مع التوجهات السياسية ولا القضايا المهمة في المنطقة. وطالب بأن يكون الأداء الإعلامي لقناة الجزيرة متوافقاً مع توجهات الأمة، خدمة لقضاياها واحتراماً لحقوق الشعوب في المعرفة. وعبر زكريا عن أمله في أن تستوعب الدوحة الأخطاء وألا تستمر في النهج المغاير لدول المنطقة، خاصة وأنها تعاني ذات المشاكل وفى مقدمتها مخاطر الإرهاب. وفسر أمين عام المجلس الأعلى للصحافة رئيس تحرير جريدة القاهرة السابق صلاح عيسى، سياسة قطر بأنها تقوم على أساس التحالف مع الجماعات التي ترى أن لها تواجداً وثقلاً في الوطن العربي ومنها جماعة الإخوان وحماس، وتراهن عليها في أن تكون قوة داعمة لها، غير أن رهانها خاسر لأن تلك الجماعات ووفقاً لتاريخها سرعان ما تنقلب على حلفائها وقت استشعارها الخطر. ولفت عيسى إلى أن قطر صغيرة مساحةً ودوراً مقارنةً بدول الخليج، ومن ثم فإن سياستها التي تقوم عليها الآن تفرض عليها عزلة خطيرة وتجلب عليها مشاكل لن تستطيع مواجهتها في المستقبل. وتوقع أن تشرب قطر من نفس كأس جماعة الإخوان حال وجود خلاف بينها وبين الجماعة مما قد يؤدى إلى صدام بين الإخوان والأسرة الحاكمة في قطر. واعتبر عيسى أن قوة قطر الوحيدة في أموالها غير أنها لا تتمتع بسياسات إعلامية أو اقتصادية رشيدة.