بلادنا قوة إقليمية وعضو فاعل في المجتمع الدولي له مكانته وتقديره واحترامه وكلمته المسموعة ورأيه النافذ، هذه حقائق لا جدال فيها تدعمها شواهد حاضرة دوماً في الذاكرة العربية والدولية ووقائع متجددة تثبت بشكل متواصل موقع بلادنا على الخارطة الدولية. الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية روسيا الاتحادية ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين وأركان إدارته زيارة غاية في الأهمية وتأتي في وقت يشهد السوق النفطي حراكاً داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والدول المنتجة خارج المنظمة، وأيضاً تعزيز التوافق السعودي الروسي حول الاتفاق النفطي الذي قادته المملكة إذ يضمن لأول مرة في تاريخ المنظمة تعاون الدول المنتجة للنفط من خارج «أوبك»، وعلى رأسها روسيا، ويعتبر اتفاقاً تاريخياً يصب في مصالح دول (أوبك) والدول خارجها وسيؤدي إلى استقرار السوق النفطي ويحافظ على مصالح المنتجين والمستهلكين في ذات الوقت. العلاقات السعودية الروسية علاقات تعود للعام 1926م، حينما اعترف الاتحاد السوفيتي كأول دولة غير عربية بالمملكة وأقام معها علاقات دبلوماسية، ومنذ ذلك التاريخ شهدت العلاقات مراحل متعددة وصولاً إلى المرحلة الحالية التي شهدت تطوراً ملحوظاً وتفاهماً شمل ملفات عدة عطفاً على المصالح المشتركة بين البلدين، وهناك نوايا واضحة بأن يتم تعزيز الشراكة بينهما لما فيه تحقيق الرؤى الإيجابية المتعلقة بقضايا المنطقة العربية مثل الأزمتين في سورية واليمن. تنوع علاقات المملكة من الشرق إلى الغرب مع الدول ذات المكانة والتأثير دليل قوي على ما تتمتع به بلادنا من موقع لا تحظى به كثير من الدول، وذلك نابع من مكانتها السياسية، الاقتصادية والدينية، والتخطيط المبني على أسس لا يمكن إلا احترامها وتقديرها والتعامل معها من كل الدول التي تريد الأمن والاستقرار والازدهار في ربوع العالم.