رأيت حديثا حالتين لجلطتين في القلب حدثتا بعد غضب شديد الأولى بعد خلاف حاد بين موظف ومديره في العمل والثانية حدثت لأحد سائقين اختصما بعد اصطدام سيارتيهما وعند عمل القسطرة القلبية لكليهما تبين انسداد الشرايين التاجية!! ولذلك فهما حالتان تبينان مدى تأثير الضغط النفسي على عضلة القلب والشرايين. ولذلك سنتعرض لبعض المفاهيم المهمة عن الازمات القلبية الانفعالية مثل: ماهية هذا المرض؟ كيف يمكن الوقاية منه؟ هل من الممكن أن يسبب الوفاة؟ هل يمكن علاجه؟ لماذا لا يحدث هذا المرض لكل من يغضب او يحدث له انفعال نفسي؟ هل يمكن حدوثه مرة اخرى؟ ......الخ. ولتعميم الفائدة نقول إن أزمات القلب الانفعالية عادة تحصل بعد خلاف حاد او خسارة مالية او غضب شديد او كوارث طبيعية تسبب الخوف والذعر او وفاة أو فقدان أناس عزيزين لديك.. وهذه الأزمات تبدأ بأعراض تشبه جلطة القلب إلى حد بعيد تبدأ بألم في الصدر وكتمة او دوخة مع تغيرات في تخطيط القلب وارتفاع في الإنزيمات وتغيرات في انقباض عضلة القلب بأشكال مختلفة مع فشل قلبي أحيانا وانخفاض في الضغط ونادرا ما يحدث توقف مفاجئ للقلب وما يميز هذا المرض عن جلطات القلب (التي قد تحدث بعد الانفعالات أيضا) هو عدم وجود انسداد في شرايين القلب يسبب الأعراض أعلاه, وهو يحدث في الجنسين رجالا ونساء وغالبا ما يكونون في متوسط العمر بحدود 50-60 سنة. وهناك مفهوم يجب أن يصحح للبعض وهو أنه ليس بالضرورة أن يصاحب جميع هذه الحالات انتفاخ في قمة القلب. ويصاحب هذه التغيرات العاطفية تغيرات في اداء القلب والاوعية الدموية وعند مقارنة الغضب بالعواطف الأخرى فهو أشد هذه العواطف تغييرا في جسم الانسان وبالذات القلب حسب الدراسات الطبية Psychosomatic Medicine 54:422-435 سواء في شدة التغيرات التي يحدثها مقارنة بالعواطف الأخرى مثل الخوف والحزن والفرح او في الوقت الذي يأخذه الجسم ليرجع لحالته الطبيعية أو في تعريض القلب على المدى البعيد لتضيق شرايين القلب وانسدادها كما اوضحت ذلك دراسة interheart حيث اوضحت تلك الدراسة التي اجريت على اكثر من خمسين دولة في العالم وتسعة وعشرين ألف مريض ان العوامل المسببة لأمراض الشرايين بالترتيب من الأقوى الى الأضعف هي كالتالي: الكلسترول ثم التدخين ثم الضغوط النفسية الاجتماعية ومن ضمنها الغضب المتكرر ثم مرض السكري ثم مرض الضغط المزمن ثم التاريخ العائلي بالإصابة بأمراض الشرايين المبكر فكما يتضح في هذه الدراسة ان كثرة الغضب والانفعال النفسي أقوى من السكري في الاصابة بانسداد شرايين القلب وهو مرض أول ما وصف في اليابان 1991 ثم توالت الدراسات الواصفة لهذا المرض من جميع أنحاء العالم وقد نشر ذلك في مجلات علمية متخصصة مثل NEJM 2005, 352:539 وفي الغالب تتحسن هذه الحالات من دون مشاكل تذكر... ولا يوجد دواء حتى تاريخ كتابة هذا المقال يمنع حدوث هذا المرض. أما لماذا يتأثر به البعض دون الكل؟ فذلك يعتمد على عوامل متعددة ومتداخلة: مقدار الضغط النفسي والفترة الزمنية التي تعرض لها المريض، ومدى الاستعداد النفسي لهذا الانفعال والوسائل المستخدمة في الوقاية وكذلك طرق التصريف المستخدمة لهذا الانفعال. وطرق الوقاية تختلف حسب ثقافة المتلقي وخلفيته الاجتماعية, لذلك انصح الجميع بنصيحة سيد الأنام - قدوتنا وأسوتنا الحسنة - صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) أما إذا غضبت فاقطع ما أنت فيه فورا وتوضأ وأسبغ الوضوء وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم صل لله ركعتين واطلب منه في عالي سمائه تفريج الكرب لأنه لا يحدث في كونه سبحانه إلا ما يريد واقتد بسنة هادينا وقائدنا إلى الحوض (كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) فان لم تستطع الصلاة لسبب أو لآخر فعليك بالمشي ولاتنطق ببنت شفه في موقع الحدث وذلك لان الغضب يجرك إلى أقوال وتصرفات لا ترتضيها لنفسك أو لغيرك في حالة الهدوء والاستقرار التام.. وفي المجتمعات الأخرى هناك تمارين الاسترخاء والتنفس العميق واليوجا والتنفيس بالحديث مع من يستطيع مساعدتك.... الخ كلها وسائل فعالة ولا ارى ما يمنع من استخدام الأسلوبين أعلاه. من أهم أسباب الوقاية من الأزمات القلبية هي الابتعاد عن مظان الغضب