شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. سعود الشريم، أنه لا ينبغي أن يكون رمضان كغيره من الشهور، فلا الصدقة فيه كما في غيره، ولا طول القيام فيه كغيره، ولا الجود فيه كما في غيره، ولا القراءة فيه كما في غيره. وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكةالمكرمة، إن من أعظم ما يقوم به المرء في شهر رمضان بعد الإخلاص هو التأسي بهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذكره وصلاته وقنوته وصيامه وقراءته، وإنه لا عذر لأحد في رمضان، إن لم يظهر فيه بباب القيام، فليظهر بباب الصدقة، فإن لم يستطع فباب التلاوة، فإن لم يستطع فباب الذكر، فإن لم يستطع فأقل أن يكف لسانه وجوارحه عما يخدش هذا الشهر، وما أضيع من ضيعه وما أخسر من خسره، فذلك هو الخسران المبين. وأضاف أن خلق التراحم من خير ما يلوح في أجواء هذا الشهر المبارك، حيث يرق الطبع وتلجم النفس فيحمل الصائم في نفسه مع الناس لا مع نفسه ليبذل ذو اليسار مما آتاه الله فيطعم هذا ويكسو ذاك ليقتحم العقبة داعياً المسلمين في هذا الشهر بالبدار قبل فوات المهلة وعدم التفريط في كنوز هذا الشهر المبارك. من ناحيته، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي الحذيفي المسلمين إلى استقبال شهر رمضان بالفرح الشديد ببلوغه، حاثاً على استغلال الشهر بالعبادات. وشدد في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة، على أن زمن رمضان مبارك جمع الله فيه العبادات الصيام مع الصلوات والزكاة لمن يزكي فيه والصدقات والإحسان على الضعفاء والمساكين والمحاويج، والحج الأصغر العمرة وكثرة تلاوة القرآن وأنواع الذكر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبقية الطاعات لمن أراد أن يستكثر من القربات، فأسباب الخير فيه كثيرة ظاهرة، وأسباب الشر في رمضان قليلة صاغرة، ويحال فيه بين الشياطين وما تريد من الإفساد والغواية للمسلم وصده عن الطاعة. وأشار الشيخ الحذيفي إلى إن الصيام تجب نيته من الليل، قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"، وحذر من الفطر في رمضان دون عذر، ففي الحديث: "من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر لم يقضه وإن صام الدهر". وقال: أبشروا أيها المسلمون ببشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في رمضان، فقد كان يبشرهم به في آخر شعبان ليستعدوا، فاستقبلوا هذا الشهر بكل خير، وأعدوا له العدة فاستقبلوه بالإخلاص لله والاحتساب والفرح الشديد بأن الله بلغكم إياه، فاستقبلوا بالتوبة من كل ذنب ليمحو الله به ما سلف من الذنوب. وأضاف: عجباً لمن يعمل للدنيا وينسى الآخرة، فالدنيا تنال بعمل وتنال بغير عمل لمن كان عاجزاً عن العمل، أما الآخرة ونعيمها فلا تنال إلا بعمل. وتابع: أنواع الثواب والجزاء والنعيم في الجنة لأنواع الطاعات والعبادات في الدنيا، فكل طاعة لها ثواب ونعيم وجزاء، وأعظم تكريم لمن دخل الجنة النظر إلى وجه الله الكريم، وهو جزاء الإحسان بعبادة الله كأن المسلم يراه، وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، كما أن أنواع العذاب لأنواع المعاصي، فأكل الزقوم وشرب الحميم جزاء أكل الربا والحرام وشرب المسكرات والمخدرات وصب الماء على الرأس جزاء الكبر والتعاظم وعدم امتثال الشرع بعدم الانقياد له. ساحات المسجد النبوي مكتظة بالمصلين