عرفت المنتخبات السنية السعودية في فترة سابقة طريق النجاح وباتت منافسة قوية على مستوى المشاركات القارية والعالمية محققة العديد من الانجازات تمثلت في حصد بطولة آسيا أكثر من مرة على مستوى الشباب والناشئين والفوز بكأس العالم للناشئين عام 1989م في اسكتلندا، وبروز أسماء قدمت الكثير للكرة السعودية يتقدمهم محمد الدعيع وسامي الجابر وفؤاد أنور ومحيسن الجمعان وحسين عبدالغني وياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وغيرهم الكثير، إلا أنه في الفترة الأخيرة اقتصر التأهل إلى النهائيات العالمية على المشاركة في الدور الأول فقط والخروج بخفي حنين، وواكب ذلك تراجعا ملحوظا على مدار 15 عاما مضت. فما هو سبب التراجع، وما الحل لمعالجة القصور؟ وتسجيل المنتخب السعودي للشباب بداية متعثرة في أولى مبارياته خلال مشاركته الثامنة في "مونديال" كوريا الجنوبية 2017 والخسارة من السنغال 2-صفر. "الرياض" أخذت آراء بعض المدربين الوطنيين المختصين بالفئات السنية للحديث عن الظهور الأول للمنتخب وحظوظه وماذا ينقصه، وكيف مستقبل الكرة السعودية، وعجز هذه المنتخبات عن تقديم أسماء قوية للمنتخب الأول والأندية. في البداية يقول المدرب الوطني بندر الجعيثن: "للأسف المنتخب الشاب في أول ظهور لم يقدم المستوى المأمول، ولم يركز منذ بداية المباراة وافتقد التمركز الجيد فكانت الأخطاء التي تسببت بولوج هدفين في اقل من دقيقتين، إضافة إلى تباعد الخطوط فيما بينهم هذا ما جعل مهمة المنتخب صعبة بالعودة للمباراة عند لاعبين يمتلكون المهارة الجيدة ولكن البطء الذي كان عليه المنتخب وكثرة الأخطاء في التمرير منح الاستحواذ والتحكم للخصم الذي استغل المساحات الموجودة بالمنتخب فحقق النتيجة". وأضاف: "المنتخب كان يحتاج إلى إغلاق المساحات وتقارب الخطوط والسرعة في الأداء والعمل الجماعي واللعب على الكرات المرتدة لان السنغال كان مندفعا إلى لإمام وهناك سوء تركيز على صقل اللاعبين منذ الصغر وهذ شيء مهم لتقديم منتخبات قوية كما كان في السابق وهو الأهم في الرفع من مستوى المهارة والركائز الأساسية التعليمية في تطوير مستوى الأداء من الناحية الكروية والفكرية على أن تتوفر كل عوامل الأدوات التي تساعد على تطور اللاعبين". واختتم حديثه بالقول: "الفترة الماضية لم نجد المنتخبات السنية تقدم لاعبين مميزين لدعم المنتخب الأول والأندية إلا بشكل نادر لاعبا أو لاعبين فقط، والسبب الحقيقي أن كل ما يعيق بروز اللاعبين هو اعتماد اللاندية على اللاعبين الجاهزين والزيادة في اللاعبين الأجانب لذلك لم يجد اللاعب الفرصة لإثبات وجوده". من جهته يؤكد المدرب الوطني والمهتم بالفئات السنية علي كميخ: أن خسارة البداية ل"لأخضر الشاب" غير مستحقة خصوصا في الشوط الثاني الذي شهد تطور وتقديم مستوى جيد وهدر أكثر من فرصة للتسجيل، والسنغال استفاد من أخطاء الشوط الأول وحافظ على النتيجة، وعلى العموم لايزال لدى المنتخب حظوظ التأهل بقيادة الوطني سعد الشهري، بعد تعادل الإكوادور وأميركا والكرة السعودية تملك الكثير من المواهب والتي تحتاج لمزيد من الصقل كما هو الحال في اغلب دول العالم، فأي موهبة مهما كانت بدون الصقل الجيد والسليم لن تستمر في الملاعب كثيرا وهناك أسماء بالمنتخب الشاب متى ما وجدت الاهتمام من الأندية سيكون لها شأن كبير فقط على الأندية إعطاؤهم الثقة وعدم قتل طموحاتهم بالإبعاد أو الإعارة بحثا عن تحقيق النتائج السريعة باللاعب الجاهز والأجنبي من أجل الوصول لهدفنا". واختتم رؤيته الفنية بالقول: "هناك أسماء شابة جيدة تنقصهم الخبرة الكافية وهذا الجيل متى ما تمت المحافظة عليه ومتابعتهم في أنديتهم سيكون له شأن، خصوصاً أن المدارس التدريبية مختلفة وهذا يتطلب جهداً فنياً كبيراً من الجهاز الفني للمنتخب ونتمنى أن يتم دعم المنتخبات السنية والاهتمام بها للرفع من مستوى الكرة السعودية". فيما أبدى المحلل الفني حمود السلوة امتعاضه الشديد من 2-صفر وقال: "المنتخب السنغالي كان الأفضل من حيث القدرة والإمكانات الفنية ولعب على أخطاء المنتخب السعودي ومنها الاندفاع السريع في التحول من الحالة الدفاعية للهجومية دون الأخذ بالاعتبار أن أبرز ما كان يميز منتخب السنغال استغلال هذا الاندفاع باكرا وغير المنظم للمنتخب السعودي وسرعة الأداء للمنتخب السنغالي في الجوانب المهارية والحلول الفردية التي تفوق فيها المنتخب السنغالي وكنا نتأمل أن يخرج منتخبنا أمس بالتعادل على أقل تقدير ويجب أن يستفيد المنتخب السعودي من أخطاء مباراة السنغال فالإكوادور والولايات المتحدة يعتبران أصعب بكثير لاعتمادهم على القوة البدنية والسرعة من هنا ينقص "الأخضر" في مبارياته التنظيم الدفاعي القوي والجيد واللعب بحذر شديد في بداية كل مباراة وسرعة التحول من الحالة الهجومية للحالة الدفاعية واستغلال فرص التسجيل التي تتحقق لكنها تحتاج إلى تركيز وذكاء ومهارة عالية". وأكد السلوة ثقته بجهاز التدريب الوطني بقيادة المدرب الوطني سعد الشهري وقال: "فرص التأهل مازالت باقية بتحقيق مركز متقدم وبتجاوز منتخبات الإكوادور والولايات المتحدة ونطالب الاتحاد السعودي والأندية بأهمية الاهتمام بصقل المواهب من الصغر بالتركيز بشكل اكبر على الأكاديميات وطبيعي أن يكون التأسيس أمر مهم لتقديم أسماء شابة في الجوانب المهارية تعزز المنتخب الأول بوجود مدارس متخصصة للتدريب والتوسع في منافسات الفئات السنية والبراعم والأشبال أيضا نطالب الأندية بأهمية منح اللاعبين الشباب فرصة لتواجد الفريق الأول واكتسابه الخبرة.