أكد الشيخ خالد بن سليمان العليّان رئيس مجلس إدارة البنك السعودي البريطاني، أن الاقتصاد السعودي يستطيع أن يتجاوز التحديات التي تواجهه بنجاح وثقة كبيرين، مشيراً إلى أن رؤية المملكة، تحمل الكثير من الحلول العملية، لمشكلات الاقتصاد، عبر خطوات عملية وإصلاحات جوهرية، تثمر عن إيجاد مصادر دخل جديدة تدعم مسيرة الاقتصاد السعودي. ورأى العليان أن تراجع أرباح البنوك السعودية، أمر طبيعي لا يدعو إلى القلق، مشيراً إلى أن هذه المصارف جزء لا يتجزأ من منظومة الاقتصاد السعودي، متوقعاً في الوقت ذاته، أن تلعب هذه المصارف دور المساهم الفاعل في رؤية 2030. وكشف العليان في حواره مع "الرياض" عن حزمة المزايا التي يختص بها البنك السعودي البريطاني، موضحاً أن البنك يدرس حالياً إمكانية الاندماج مع البنك الأول، وفق منهجية وشروط تدرس حالياً، معدداً إنجازت البنك وما حققه في الفترة الماضية.. وهنا ملخص الحوار * كيف تنظرون إلى واقع الاقتصاد السعودي في ظل الظروف المحيطة، وما هي رؤيتكم المستقبلية حياله؟ بكل تأكيد إن الاقتصاد السعودي كان أمام سلسلة من الاختبارات والتحديات التي أحاطت به وألقت بظلالها بشكل واضح على حزمة السياسات الاقتصادية والمالية ودفعت إلى تبنّي برنامج متكامل للتحول الاقتصادي ممثلاً برؤية 2030 وما صاحبها من برامج تعتمد على ضبط النفقات وترشيدها وتوجيهها بشكل أساس نحو المشاريع التنموية، إلى جانب التوجه الجاد لتقليص الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل وتحفيز الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وإعطائه مدى أوسع من الديناميكية والفرص. ويمكنني القول إنه على رغم ما واكب عملية "إعادة الهيكلة" وإطلاق موجة الإصلاحات الاقتصادية من ضغوطات وإجراءات صعبة إلا أنني مستبشر بأن الاقتصاد السعودي تمكن من اجتياز الاختبار بنجاح وبثقة. *شهد الأداء الكلي للبنوك السعودية تراجعاً في معدلات الربحية. إلى ماذا تعزون أسباب هذا التراجع؟ وماذا عن توقعاتكم للمرحلة القادمة؟ * القطاع المصرفي لا يعيش بمعزل عن الاقتصاد الكلي للدولة، وبالتالي فإن أي تحديات أو صعوبات تواجه الاقتصاد بشكل عام ستنعكس بطبيعة الحال على أداء القطاع المصرفي. وهو أمر لا يدعو إلى القلق طالما كانت المؤسسات المصرفية تتمتع بصلابة في قواعدها الرأسمالية، وتشهد استمرارية في تقديم خدماتها وأنشطتها المتعددة على النحو المعهود، مع الأخذ بالاعتبار أن معدلات الربحية للقطاع المصرفي لم تسجل تراجعات حادة أو خسائر تذكر بل استمرت في العمل بنفس الوتيرة مع حدوث تراجع طفيف في معدلات الربحية التي أعتقد بأنها ستعود إلى وتيرتها المعهودة في المستقبل القريب -إن شاءالله-، فالقطاع المصرفي السعودي قطاع متين وصلب، والسياسات المالية والمصرفية التي تتبناها مؤسسة النقد العربي السعودي حصيفة ومتوازنة ومشهود لها بالكفاءة والعمق في الرؤية، وخير دليل على ذلك احتفاظ المؤسسات المصرفية بتصنيف ائتماني متقدم وثقة مضطردة من قبل بيوت الخبرة والتصنيف الائتماني الدولية. «ساب» الأول في استقطاب الخريجين بالقطاع المالي.. و91% نسبة منسوبي البنك من السعوديين 20% منهن سيدات *أطلقت المملكة رؤيتها 2030 والتي تمهد الطريق أمام تطلعاتها في تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز الفرص أمام القطاع الخاص. ما هو الدور المأمول من البنوك السعودية لمواكبة خطوات المملكة على طريق تطبيق رؤيتها؟ * رؤية المملكة 2030 وما تمخّض عنها من برنامج للتحول الاقتصادي 2020 يمثلان في واقع الأمر النهج الجديد الذي تبنّته القيادة الحكيمة للمملكة من أجل الانتقال نحو عصر جديد من الإنتاجية والتطور واللحاق بالدول المتقدمة على النحو الذي يليق بمكانة وثقل المملكة وما تحظى به من إمكانات يمكن تحويلها إلى فرص للنمو والتطور. وكما أشرت في السابق إلى أن البنوك السعودية تمثل أحد الأركان الرئيسة للاقتصاد الوطني الذي يعد بمثابة العمود الفقري لرؤية المملكة المستقبلية وجوهر عملية الإصلاحات التي تشهدها، والبنوك السعودية كانت ولا تزال تعد من أكثر المؤسسات احترافية وخبرة واعتماداً للمعايير العالمية، وبالتالي فإن البنوك مؤهلة لأن تصبح مساهماً فاعلاً لتحقيق تلك الرؤية، وهي ملتزمة بتسخير كافة إمكاناتها لمواكبة الجهود الحكومية ودعم تطبيقها، واتخاذ ما يلزم من سياسات وإجراءات تنسجم معها. *يصادف هذا العام الذكرى 40 لتأسيس البنك السعودي البريطاني في المملكة.. بإيجاز كيف تصفون مسيرة ساب في السوق السعودية، وما الذي أضافه للقطاع المصرفي السعودي؟ * بالفعل ففي هذا العام يطوي ساب العقد الرابع من مسيرته في المملكة، والتي كانت مسيرة حافلة بالإنجازات وثرية بالعطاء -ولله الحمد- سواء على المستوى المصرفي أو على مستوى دوره التنموي والمجتمعي البارز. إذ يُسجل للبنك بصماته الراسخة كناقل فاعل للممارسات والخدمات المصرفية المتقدمة، وفي توطين التقنية المصرفية، وصناعة جيل من القيادات والكوادر البنكية التي كان لها إنجازاتها المشهود لها في القطاعين العام والخاص. وقد كان "ساب" وبحكم موقعه كواحدٍ من أوائل البنوك التي زاولت عملها في السوق السعودية شاهد عيان على التحولات النوعية التي حققها القطاع المصرفي السعودي بل أنه شكل عامل تأثير إيجابي في تلك التحولات، من خلال خبرته وإمكاناته وشغفه المتواصل في الابتكار ورفع جودة الخدمات، وجلب الكفاءات، وتوطين المنتجات، عدا عن حرصه على زيادة حضوره وتوسيع قاعدة انتشاره لتعزيز مستوى الثقافة المصرفية ودرجة اعتماد الجمهور عليه في تلبية احتياجاتهم. جانب آخر من جوانب التميز التي اتسمت بها مسيرة ساب والمتعلقة بالدور الداعم الذي اضطلع به البنك في النهضة التنموية التي شهدتها المملكة على مر العقود الماضية، من خلال دوره التمويلي النشط للعديد من مشاريع البنية التحتية التي أقامتها القيادة على امتداد الوطن، والدور الاستشاري لعمليات التحول الاقتصادي التي أنجزتها. أضف إلى ذلك كله الدور الفاعل الذي لعبه ساب على صعيد العمل المجتمعي الريادي والتزامه الوثيق بمفهوم المسؤولية الاجتماعية، من خلال ما يتبناه من مبادرات نوعية على أكثر من اتجاه وسعى إلى تطبيقها وفق معايير احترافية عالية الجودة ومنهج مؤسسي يقوم على مفهوم التنمية المستدامة الموجهة لنماء المجتمع ورفاه أبنائه. وكل تلك المحاور من محاور مسيرة ساب كانت ولا زالت وستبقى من مصادر اعتزاز البنك بتجربته المصرفية في المملكة، ودافعاً له لبذل المزيد، خدمة للمملكة و أبنائها. * أعلن مؤخراً وفي خطوة فاجأت الأوساط الاقتصادية والمصرفية السعودية نبأ دخولكم في مباحثات مع "البنك الأول" لغرض الاندماج.. حدّثونا أكثر عن هذه الخطوة؟ * تم الإعلان عن بدء مناقشات مبدئية مع البنك الأول لدراسة اندماج البنكين. علماً أن الدخول في هذه المناقشات لا يعني بالضرورة أن عملية الاندماج سوف تتم بين الطرفين، وفي حال تم الاتفاق على الاندماج فسيخضع ذلك لشروط منها على سبيل المثال لا الحصر موافقات الجهات الرقابية المعنية في المملكة وموافقة الجمعية العامة غير العادية لكلا الجانبين. وقد تم التنسيق مع مؤسسة النقد العربي السعودي فيما يخص متطلبات الاندماج قبل البدء في هذه النقاشات ولكنه لا يزال من الواجب الحصول على الموافقات الرسمية قبل إتمام عملية الاندماج. وسيتم الإفصاح عن أي تطورات قادمة بهذا الخصوص عبر القنوات الرسمية. * كيف تصفون علاقتكم اليوم مع شريككم الأجنبي مجموعة HSBC؟ o طالما كانت ولا تزال علاقتنا مع مجموعة HSBC متميزة وعلى قدر عالٍ من التفاهم المشترك ونقاط الالتقاء التي أثمرت علاقة طويلة الأمد تعود بالفائدة على الجانبين، ونحن في ساب حريصون على إدامة هذه الشراكة انطلاقاً من ثقتنا بما تتمتع به HSBC من إمكانات وخبرة عالمية ومركز ثقل في الأسواق العالمية، والتي انعكست وبدون شك على جودة ما نقدمه خدمات ومنتجات على الساحة المحلية. *رغم التماثل في الخدمات والمنتجات التي تقدمها مختلف المصارف السعودية إلا أنه يبقى لكل بنك وصفته الخاصة، برأيكم؛ ما هي جملة عناصر القوة التي تشكّل فيما بينها هوية ساب الخاصة، وتميّزه عن غيره؟ * التماثل في الخدمات والمنتجات لا ينحصر في ما تقدمه المصارف السعودية فحسب بل يكاد يكون مطابقاً لما تقدمه المصارف في مختلف أسواق العالم. لكن عامل "الثقة" يبقى هو الحاسم في خيارات العملاء، وفي دافعهم لاختيار بنك دون آخر من خلال قدرته على الوفاء باحتياجات عملائه وتجاوز تطلعاتهم، يضاف إلى ذلك جودة الخدمات وسرعة الإنجاز والقدرة على الابتكار، مع التطور الكبير الذي أحدثه ساب على منظومة المصرفية الإلكترونية والتي تمثل مستقبل العمل المصرفي، لما توفره من ديناميكية تمكّن العميل من تلبية احتياجاته على مدار الساعة وتمهد الطريق لتجعل من "زيارة الفرع المصرفي" عنوان من الماضي. وعند صياغة استراتيجيتنا نحو الاهتمام بالعميل كنا ندرك جيداً أن ما نقوم به من حشد للخبرات والتقنيات واستثمار في الفروع الذكية وتوسيع انتشارها وتسخير للإمكانات، يمثل التطبيق العملي لهذا المفهوم لأن العميل يبقى أولاً وآخراً هدفنا الرئيس وملهمنا نحو الريادة. كذلك تعتبر شراكتنا الاستراتيجية مع مجموعة HSBC تمثل مصدر قوة لنا، وداعم رئيسي في تحقيق رسالتنا المتمثلة في أن يصبح ساب البنك العالمي الرائد في المملكة، كما أن عملاء ساب يمكنهم الحصول على خدمات مجموعة HSBC ومصادرها وخبراتها ومعرفتها المتخصصة وتجربتها الغنية. *ذكرتم أنكم تسعون لأن يصبح ساب البنك العالمي الرائد في المملكة، فهل هناك استراتيجية معينة يسير وفقها البنك لتحقيق هذا الهدف؟ * بالتأكيد ويأتي في مقدمة ذلك تطبيق معايير ساب العالمية وتعني الالتزام التام بمعاملة العميل بشكل نزيه وعادل مع الالتزام بالأنظمة والقوانين النافذة وحماية سرية معلومات العميل، والتركيز على العميل بمنحه خدمات وعناية رائدة، والتركيز على الخدمات المصرفية الرقمية ، والاستمرار بتبني طريقة استراتيجية متحفظة تجاه مناحي المخاطر، وكذلك استقطاب الموارد البشرية المتميزة والمحافظة عليها وتنمية مهاراتها وتهيئة الظروف المناسبة ليكون ساب أفضل مكان للعمل على مستوى القطاع المصرفي. وأخيراً فعالية العمليات والفاعلية التنظيمية. اندماج «ساب» والبنك الأول مرهون بموافقة الجهات الرقابية *ما هي أبرز الإنجازات التي حققها البنك خلال العام 2016؟ * سجل البنك سنة أخرى من النجاح في عام 2016، وتعكس نتائجه بوضوح قوة البنك عبر مختلف قطاعات الأعمال، وتعتبر نتائج واعدة إذا ما أخذنا في الاعتبار التحديات التي شهدتها البيئة الاقتصادية في المملكة. ومن بين العوامل التي ساهمت في مواصلة النجاح، هو تبني البنك ثقافة التحديث والتطوير عبر كافة قطاعات الأعمال الرئيسية لديه، مع إدخال أحدث التقنيات المصرفية وطرح منتجات وخدمات جديدة. فقد حافظ البنك على مركزه الرائد في تقديم حلول مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، مع تقديم الخدمات عبر الوسائط الإلكترونية المبتكرة من خلال توفير الفروع المستقبلية التي تحتوي على الخدمات الرقمية المبتكرة مثل أجهزة الصراف الإليكتروني التفاعلية ومنصات ساب الإليكترونية. واستمر البنك في عمليات التوسع والانتشار الجغرافي على نطاق المملكة، وبلغت عدد فروع البنك بنهاية عام 2016 نحو (106) فروع و22 قسماً لمصرفية السيدات، بينما بلغ عدد أجهزة الصراف الآلي حوالي 970 جهازاً منها 88 جهاز إيداع نقدي. كما واصلت الخدمات المصرفية للشركات نموها من خلال تقديم حلول مالية متميزة للشركات السعودية والأجنبية على المستويين المحلي والعالمي، وحافظت الخدمات المصرفية التجارية على دورها في العمل على تحسين وتطوير تجربة العملاء وزيادة الاهتمام بعملاء الشركات المتوسطة والصغيرة، وكذلك الاهتمام الخاص بلوائح حوكمة الشركات الصادرة عن الجهات الرقابية، والتركيز الكبير على مكافحة الجرائم المالية والفساد. كما واصل البنك لعب دوره الريادي في مجال خدمة المجتمع بطرح استراتيجية جديدة تهدف لتوسعة الاستثمار في التنمية المجتمعية من خلال تبني أنشطة وبرامج تنطوي على الاستدامة والشمولية والفعالية لمختلف فئات المجتمع، كما حافظ البنك على تصنيفه الائتماني القوي، مما أهله للحصول على العديد من الجوائز التقديرية من قبل مؤسسات عالمية مرموقة. *هل دفعت التحديات الاقتصادية البنك إلى اتخاذ تدابير معينة لتقليص المصاريف والنفقات؟ * مسألة ضبط المصاريف والنفقات ومراجعتها بشكل دوري هي مطلب دائم وتفرضه قواعد الحوكمة والممارسات الحصيفة التي يعتمدها البنك حفاظاً على مصالح المساهمين، وأستطيع أن أؤكد لك أن أي إجراءات تم اتخاذها حرص البنك على ألا تمسّ بجودة ومستوى الخدمات المقدمة للعميل بل على العكس تماماً وعلى نحو مغاير للتوقعات فقد استمر البنك بعملياته التوسعية والتطويرية وفقاً للخطط المرسومة ودون أي تغيير يلحظ. مع مواصلة خطواته في استقطاب الكوادر الوطنية وتحديداً الشابة منها لتعزيز متطلباته في التوسع بأعماله. *عانى القطاع المصرفي السعودي خلال السنوات الماضية من ندرة القيادات المصرفية المميزة. كيف يمكن تجاوز هذا التحدي برأيكم؟ * هذا السؤال يفسّر الاهتمام المبكر للبنك بالتدريب وتأهيل الخريجين الجدد للعمل في القطاع المصرفي عبر سلسلة برامج متقدمة كان للبنك دوره السبّاق في إطلاقها استشرافاً منه نحو الاحتياجات المستقبلية للسوق المحلية من الكوادر المصرفية، وقد أثمرت هذه البرامج عن تخريج أفواج من الكفاءات الوطنية التي يشغل بعض منها العديد من مواقع العمل لدى ساب وذهب البعض الآخر لتولي مواقع في المؤسسات المصرفية السعودية الزميلة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ساب سعى إلى استثمار شراكته مع مجموعة HSBC لتطبيق تلك الرؤية اعتماداً على ما تتمتع به المجموعة من خبرة وإمكانات بشرية وفنية كبيرة قادرة على إنجاح مساعينا في هذا الاتجاه. ورغم ذلك فإنني اتفق معك تماماً أن ندرة القيادات المصرفية وحالة المنافسة الشديدة التي تتعرض لها القيادات الحالية من قبل البنوك العاملة تمثل تحدياً حقيقياً، لكن التعامل مع هذا التحدي يبقى من خلال الإيمان بقدرة الشباب السعودي وبأهمية تكثيف البرامج التدريبية والتأهيلية الموجهة لجذبه وإعداده لتحمل مسؤولية المواقع القيادية لدى البنوك. وأود هنا الإشارة إلى التصنيف الأخير الذي قامت به وكالة "يونيفرسوم" الرائدة عالمياً في الأبحاث والتوقعات المتعلقة باستقطاب المؤسسات والشركات للخريجين، ومن خلاله حصل ساب على المركز الأول من بين مؤسسات القطاع المالي والمصرفي، وضمن قائمة أكثر 10 أماكن عمل استقطابا للخريجين الجامعيين في المملكة العربية السعودية لعام 2016 ، وذلك استناداً إلى آراء 5,000 طالباً وطالبة في 13 جامعة محلية شملهم الاستبيان، وهو ما يؤكد على الدور الريادي للبنك في مجال استقطاب وتأهيل الكوادر الشابة السعودية. o وكيف تنظرون إلى توطين الوظائف، توظيف المرأة في القطاع المصرفي؟ o ينظر البنك السعودي البريطاني إلى "توطين الوظائف" بأنه هدف مشترك للدولة والقطاع الخاص بما في ذلك القطاع المصرفي. و"ساب" بدأ في اتخاذ الخطوات التي تدعم تحقيق هذا الهدف منذ وقت مبكر، منطلقاً من أن الوصول إلى هذا الهدف وترسيخه في القطاع المصرفي تحديداً، يتطلب إرساء أسس قوية ترتكز على خطط تجمع بين السير في هذا الاتجاه بشكل تدريجي وبما يحفظ في الوقت عينه وتيرة الأداء في العمل والإنتاجية. ونحن ننظر إلى توطين الوظائف باعتباره واجباً وطنياً. ولعل هذه الرؤية بما تحمله من عمق ونظرة بعيدة المدى، أسهمت في دعم توجهات البنك وجهوده لاستقطاب الكوادر الوطنية من كلا الجنسين بشكل متنامٍ، مما أثمر اليوم عن وصول نسبة توطين الوظائف لدى "ساب" حوالي 91% من إجمالي عدد الموظفين والبالغ عددهم 3,278 ، وتشكل نسبة الموظفات 20% من إجمالي عدد الموظفين وجميعهن سعوديات. *ساب من البنوك النشطة في مجال خدمة المجتمع، فماذا قدمتم خلال عام 2016 من إنجازات ضمن هذا المجال، وهل تسببت الضغوطات الاقتصادية في الحد من دور البنك؟ * انسجاماً مع قيم ساب الأساسية، واصل البنك التزامه القوي بالمجتمع، وواصل تعزيز مركزه الرائد في مجال خدمة المجتمع من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة والبرامج الهادفة لخدمة المجتمع والتنمية المستدامة. وينظم ساب مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى دمج البنك في عملية التنمية الوطنية في المملكة من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج والأنشطة المختارة بعناية بما يتوافق مع استراتيجيته المعتمدة. كما يسعى ساب على الدوام وضمن برامج خدمة المجتمع إلى تقديم سلسلة من البرامج والأنشطة الاجتماعية المتنوعة لصالح مختلف فئات المجتمع المحتاجة للدعم والمساندة في كافة مناطق المملكة إلى جانب تبني البنك مجموعة من المشاريع الإنسانية والاجتماعية بالتعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وأيضاً الجمعيات الخيرية ذات العلاقة. ويكثف البنك جهوده الرامية على ترسيخ وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع، وزرع روح العمل التطوعي وذلك من خلال إشراك موظفيه في العديد من البرامج التي ينفذها في مجال خدمة المجتع في الوقت الذي يسعى فيه إلى التأكيد على رسالته لتوحيد الجهود الجماعية والفردية من أجل مساعدة المجتمع في تحقيق التقدم والرفاهية في كافة المجالات. *ما الأمثلة على البرامج المقدمة من ساب في مجال المسؤولية الاجتماعية؟ * يقدم ساب مجموعة من البرامج والأنشطة الموجهة لخدمة المجتمع، وأبرزها: o برنامج ساب لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يقدمه ساب بالتعاون مع جمعية الأطفال المعوقين منذ عام 2009م ويهدف إلى توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال عقد عدة ملتقيات في مختلف مناطق المملكة تجمع بين الشركات الراغبة في التوظيف وذوي الاحتياجات الخاصة، وقد أثمر ذلك عن توظيف حوالي 4,000 من ذوي الاحتياجات الخاصة في شركات مختلفة في القطاع الخاص. * إنشاء أكاديمة ساب لتأهيل الخريجين والخريجات لدخول سوق العمل ومنحهم فرص الحصول على وظائف مناسبة في البنوك والشركات المحلية الرائدة -من بينها ساب-، من خلال تقديم دورات متقدمة في عدة تخصصات تم اختيارها بعناية وبحسب حاجة سوق العمل وذلك في كل من منطقة الرياضوجدة والدمام. وتم تخريج الدفعة الأولى من خريجي وخريجات "أكاديمية ساب"، من حملة شهادات الثانوية العامة والدبلوم والبكالوريوس والبالغ عددهم 114 متدرباً ومتدربة مؤهلين للحصول على فرص وظيفية في سوق العمل. وقد لاقت الأكاديمية إقبالاً واسعاً من قبل المتقدمين للبرامج التدريبية، وتلقت إشادات العديد من المتخصصين في سوق التدريب والتوظيف. * كما أطلق ساب بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية برنامج مشترك لتسريع ومساندة مشاريع روّاد الأعمال الجامعيين "تقدّم"، يهدف إلى تقديم المساعدة المالية والمؤازرة الإرشادية للمشاريع الجديدة التي يطلقها روّاد الأعمال من طلبة الجامعات السعودية وأعضاء هيئاتها التدريسية، الذين يطرحون أفكاراً ويطوّرون مفاهيم يمكنها أن تتحوّل إلى شركات ناشئة ذات إمكانات واعدة. o ويقوم ساب بدور بارز في الإسهام في دعم برامج المجال الصحي، حيث تجمع ساب شراكة استراتيجية مع مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الانسانية أثمرت بتقديم العديد من البرامج مثل "سرير ساب الإنساني" منذ عام 2009 ويقدم من خلال العلاج التأهيلي الشامل مجاناً للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من الأسر ذات الدخل المحدود. كما تكفل ساب بتوسعة مباني التنويم بمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بهدف رفع الطاقة الاستيعابية في أجنحة التنويم. وإنشاء مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز التخصصي للأطراف الصناعية وتم تجهيزه وتصميمه وفق أعلى المعايير العالمية والتي مكنت المركز من رفع طاقته الاستيعابية من 3 آلاف حالة إلى 9 آلاف حالة سنوياً. -وقدم ساب أيضاً مجموعة من البرامج بالتعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لدعم الأسر المنتجة مثل دعم أسر الضمان الاجتماعي في منطقة محايل عسير ضمن مشروع إنتاج زيت السمسم، ومشروع أكشاك الزهور في القنفذة، ومشروع "أكشاك الأسر المنتجة" في منطقة القصيم. خالد سليمان العليان رئيس مجلس «ساب» يتحدث للزميل خالد الربيش «ساب» من أفضل الجهات البنكية استقطاباً للسعوديين والسعوديات