نقطة البدء: تأسس البنك السعودي البريطاني كشركة مساهمة سعودية، في عام 1977م بشراكة بين مجموعة من المساهمين السعوديين ومجموعة أتش أس بي سي المصرفية العالمية، ليبدأ نشاطه المصرفي في السوق السعودية اعتباراً من تاريخ 1 يوليو 1978م، مشرعاً بذلك الخطوات الأولى نحو بناء تجربة مصرفية سعودية رائدة. الرحلة بدأت من شارع الستين بمدينة الرياض الذي شهد تدشين أول فرع للبنك في المملكة، قبل أن يتبعه في العام ذاته بفرعين آخرين بمدينة جدّة ومدينة الدمام، لتتوالى بعد ذلك مراحل التوسع والانتشار، ويتزايد تألق البنك بمضي الوقت وتتعاظم إنجازاته. ومنذ البدء، أخذ ساب على كاهله تقديم مفهوم جديد وعصري للخدمات المصرفية تراعي الاحتياجات المتنامية في السوق السعودية في ذلك الوقت، وتنسجم مع التطور اللافت الذي شهدته قطاعات الأعمال، وحالة الانفتاح التجاري نحو أسواق العالم، وحاجة مجتمع الأعمال نحو شريك استشاري ومصرفي موثوق وذي شبكة علاقات متشعبة بأسواق العالم، فكان "ساب" خيارهم الملائم. ورافق الانطلاقة الأولى للبنك الحرص على تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات المصرفية المتنوعة ودعمها بعد ذلك بالخدمات المصرفية الرقمية التي أحدثت نقلة نوعية وضعت القطاع المصرفي السعودي على قدم المساواة مع ما تقدمه المؤسسات المصرفية المرموقة في أسواق العالم المتقدم. ومرّ البنك خلال مسيرته بالعديد من النقلات والقفزات النوعية التي أسهمت في بناء سمعة رفيعة المستوى، وفي ترسيخ علامته التجارية، والدفع بمكانته ضمن قائمة المؤسسات المصرفية السعودية. حيث سعى البنك إلى تسخير كافة طاقاته واستثمار أقصى إمكاناته لاعتماد أحدث الممارسات الاحترافية لمزاولة العمل المصرفي، وجلب آخر أنماط التقنية المصرفية، وتوطين المنتجات والحلول المصرفية والمالية والاستثمارية، على نحو يثري من تجربة العملاء، ويمنحهم أبعاداً متقدمة من التميز والجودة العالية في مستوى الخدمات وتوسع نطاقها. انتشار محلي.. وحضور عالمي ففي عام 1980م ومع تعاظم دور المرأة في المجتمع وتزايد احتياجاتها؛ قام "ساب" بتدشين أول فرع لما يُعرف ب "مصرفية السيدات"، والتي أوكل إليه تقديم باقة متكاملة من الخدمات المصرفية للمرأة ضمن بيئة عمل تراعي خصوصيتها، وتلتزم بالعادات والتقاليد والقيم التي تحكم المجتمع. ومنذ ذلك التاريخ، ومع التنامي اللافت في قاعدة العملاء، تسارعت خطى البنك لتوسيع مظلة انتشاره في مختلف المدن والمناطق السعودية من خلال افتتاح شبكة من الفروع التي بلغت بنهاية عام 2016 نحو (106) فروع و22 قسماً لمصرفية السيدات. وإلى جانب هذا الحضور، فقد عززت شراكة ساب مع حليفه العالمي HSBC من قاعدة انتشاره في الأسواق العالمية ومنحت عملاء ساب المزيد من التسهيلات ومنافذ التواصل لتلبية احتياجاتهم المصرفية في الخارج من خلال مراكز HSBC في مختلف الأسواق العالمية، فضلاً عما أسهمت به تلك الشراكة من دعم لخدمات تمويل التجارة وما يرتبط به من تعاملات بالنسبة لعملاء ساب من الشركات ورجال الأعمال. قاعدة مالية صلبة.. وشريك تنموي بارز عمد "ساب" ومنذ بداياته إلى تقوية قاعدته المالية ورأسماله، بما يكفل له دعم إمكاناته لتمكينه من صناعة مكانة لائقة له ضمن قائمة مقدمي الخدمات المصرفية في المملكة، ولعل هذا ما يفسّر إقدامه على زيادة رأسماله خلال أقل من عام على انطلاقة نشاطه حين ضاعفه بمقدار مرتين من 100 مليون ريال ليبلغ 300 مليون ريال في عام 1979م. ومع تزايد نشاطه المصرفي واتساع آفاق الصناعة المصرفية في المملكة بنهاية الثمانينات قام البنك بتنفيذ زيادة ثانية ليرفع رأسماله إلى 400 مليون ريال، ليقوم بعد أقل من خمس سنوات بزيادة رأسماله إلى مليار ريال، وبعدها بثلاث سنين قام في عام 1996 بزيادة رأسماله بنسبة 25% ليصبح 1,250 مليون ريال، وحافظ خلال السنوات التالية على إحداث زيادات متتالية إلى أن توّجها في عام 2015 برفع رأسماله إلى 15 مليار ريال استجابة لاستراتيجيات البنك في التوسع وفي تنويع نشاطاته. وقد مكّنت هذه القاعدة المالية الصلبة للبنك إلى جانب ما يتمتع به من خبرة واحترافية عالية من القيام بدور تمويلي نشط تخطى حلوله التمويلية المقدمة إلى عملائه من الشركات ليكون بمثابة شريك تنموي لسلسلة واسعة من المشاريع التنموية العملاقة التي أنجزتها حكومات المملكة على مدار 40 عاماً، وكان للبنك مساهماته المباشرة في إنجازها. نقل وتوطين التقنية المصرفية وواكب "ساب" التطور غير المسبوق الذي شهدته الصناعة المصرفية في مجال القنوات المصرفية الإلكترونية وبدائل النقد الآمنة، بل كان ساب واحداً من بين المساهمين الرئيسيين في نقلها إلى السوق المحلية، ونشر ثقافة الاعتماد عليها من قبل عملاء البنوك. حيث كان من أوائل البنوك في إصدار البطاقات الائتمانية في المملكة العربية السعودية بالشراكة مع "فيزا العالمية" وذلك في عام 1985م، ولاحقاً مع "ماستر كارد" ممهداً الطريق بذلك لانتشار استخدام "البطاقات الائتمانية" كوسيلة دفع آمنة ومرنة وقبول عالمي واسع. وبموازاة ذلك، فقد بادر ساب كذلك إلى اعتماد أفضل التطبيقات التقنية للقنوات المصرفية البديلة، حيث أنشأ أول جهاز صراف آلي في عام 1990، ارتفعت خلال أقل من 4 سنوات لتصل إلى 88 جهازاً، ثم كثّف من مجهوداته لتطوير مزايا تلك الأجهزة ورفع كفاءتها وتوسيع خيارات الخدمات التي تقدّمها، وعمل على تعزيز منظومتها من الأجهزة لتصل مع نهاية عام 2016م إلى حوالي 970 جهازاً منتشرة على امتداد المملكة منها 88 جهاز إيداع نقد. ولم يتوقف ساب عند هذا الحد، بل حرص على تتبع آفاق تقنيات الإنترنت، وإلى استثمارها لرفع جودة وسرعة إنجاز تعاملاته المصرفية، وإضافة المزيد من القنوات البديلة أمام عملائه. فكان أن دشّن منصته الإلكترونية عبر الإنترنت في عام 2001، والتي أحدثت نقلة نوعية في تنفيذ التعاملات المصرفية، فيما كان ساب أول بنك في المملكة يقوم بإتاحة المشاركة في الاكتتابات أمام عملائه من خلال القنوات المصرفية الإلكترونية في عام 2005 ومن خلال إدارته لاكتتاب شركة التعاونية للتأمين. وحظيت جودة الخدمات وكفاءة أداء القنوات المصرفية الإلكترونية التابعة للبنك بحزمة واسعة من شهادات التقدير ودرجات التميز، والتي حفّزت من جهود البنك ودفعت خطواته نحو تبني المزيد والمزيد من التقنيات التي تنعكس على إثراء تجربة العملاء المصرفية، وتوّج ساب جهوده تلك بافتتاحه أول فرع للخدمات المصرفية الذاتية بشارع التحلية بمدينة الرياض في عام 2016، والذي يعد بوابة لمستقبل العمل المصرفي. خبرة عالمية بعقول وسواعد وطنية السجل الحافل بالإنجازات على صعيد الأنشطة المصرفية والتي تمكن البنك من صياغة حروفه على مدى أربعين عاماً، لم يكن بمعزل عن إنجازٍ آخر شغل ساب منذ بداياته الأولى، وبقي ملازماً لأولوياته على مدار الوقت، وتمثّل في كيفية بناء جيل من الكوادر المصرفية الوطنية المؤهلة، والقادرة على المضي بمسيرة البنك نحو آفاق غير محدودة من التميز والريادة. فكان أن بادر البنك ومنذ وقت مبكّر إلى استقطاب الشباب السعودي، وإتاحة الفرصة أمامهم للعمل ضمن القطاع الواعد، وتحفيز طموحاتهم لتبوء المناصب القيادية. وبادر البنك في عام 1997م إلى استحداث أول برنامج للابتعاث الخارجي للدراسات العليا للخريجين السعوديين، لتتسع بعد ذلك منظومة البرامج التدريبية والتأهيلية والتي أثمرت أفواجاً من الكفاءات المصرفية الوطنية التي كان لها إسهاماتها في قيادة أعمال البنك، وغيره من المؤسسات المصرفية السعودية منها بل والعالمية، من خلال قدرتها على الجمع بين الخبرة العالمية والفهم العميق لخصوصية واحتياجات المجتمع المحلي. واتجهت العين الأخرى للبنك على أهمية الاستثمار في العنصر البشري على اعتباره جوهر التفوق والثروة الحقيقية التي تحفظ للبنك تميزه. فذهب ساب إلى اعتماد سلسلة من البرامج التدريبية عالية المستوى لموظفيه بقصد تنمية مهاراتهم وإمكاناتهم بصفة متواصلة، فيما لم يغب عن البنك أهمية تهيئة بيئة عمل جاذبة ومحفّزة للطاقات، وتوفر أمام العاملين فرص الارتقاء وأسباب الاستقرار الوظيفي وتعزز من قيم الانتماء، من خلال إدارة فاعلة للموارد البشرية، قادرة على توسيع قاعدة توطين الوظائف التي ارتفعت بشكل مضطرد، حيث كان عدد موظفيه في عام 1978م 279 موظفاً منهم 8% سعوديين، ليصل عدد العاملين في ساب إلى 3278 موظفاً وموظفة وصلت نسبة السعوديين منهم إلى 91%، وتشكل نسبة الموظفات 20% من إجمالي موظفي ساب وجميعهن سعوديات، وكان ثمرة كل تلك الجهود أن أصبح ساب من بين قائمة أكثر 10 مؤسسات وطنية استقطاباً للخريجين السعوديين، هذا إلى جانب حصاده لمجموعة واسعة من شهادات التقدير وجوائز التميز تقديراً لدوره الفاعل في توطين الوظائف. إنجازات تستحق التقدير حظيت الإنجازات والمبادرات التي تمكن ساب من تحقيقها خلال سنوات مسيرته العريقة من العمل المصرفي وما واكبه من دور تنموي ومجتمعي بنّاء، بحصاد حزمة واسعة من شهادات التقدير وجوائز التميز، التي عكست ثقة بيوت الخبرة الدولية ومؤسسات المجتمع المحلي بجودة الممارسات الاحترافية التي يتبناها البنك في مزاولة أنشطته المصرفية، وأهّلته لتقديم خدمات ومنتجات مميزة وذات قيمة مُضافة أثْرت تجربة العملاء المصرفية، ومنحتهم نطاقاً واسعاً من التميز، فضلاً عما أنجزه البنك من مساهمات كان لها بصمتها الراسخة في دعم الاقتصاد الوطني والقطاع المصرفي السعودي من ناحية، ومن دور فاعل على صعيد المساهمات المجتمعية والتنموية تبلورت عبر برامج القائمة على الوفاء بالتزامات البنك تجاه أفراد مجتمعه، وتقديم ما يلزم من مبادرات للدفع بمسيرة التنمية المجتمعية. ورافقت الجوائز وشهادات التقدير مشوار ساب في كافة محطاته، ومن قبل عدة مؤسسات مالية دولية متخصصة في قطاع الصناعة المصرفية والمالية حيث تصدر ساب قائمة استفتاءاتها السنوية لاختيار أفضل المؤسسات المصرفية أداءً في أسواق العالم لعدة سنوات وضمن مجموعة منوعة من فئات الجوائز التي تراوحت بين أفضل بنك في المملكة، وأفضل البنوك في إدارة النقد، وفي خدمات الإنترنت، وإدارة الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات، وخدمات التمويل الشخصي والتمويل التجاري، والخدمات المصرفية الإلكترونية وغيرها من قطاعات الأعمال الذي أثبت ساب تميزاً وتفوقاً ملحوظاً من خلالها وقدرة تنافسية عالية. وأيضاً نال ساب العديد من شهادات التقدير من قبل مؤسسات وطنية وإقليمية مرموقة أشادت ومنذ وقت مبكر بإنجازات البنك وبمساهماته الفاعلة إن كان على صعيد مستوى خدماته المصرفية أو من ناحية دوره الريادي في خدمة المجتمع والمسؤولية الاجتماعية. ولقيت مبادرات البنك في مجال توطين الوظائف واستقطاب وتأهيل الكوادر الوطنية نصيباً كبيراً من تلك الجوائز اعترافاً وتقديراً بالجهود المخلصة التي يبذلها البنك لتوفير فرص العمل للشباب السعودي من الفروع الحديثة لساب