الشخصيات العظيمة التي خدمت الوطن ،لاتنسى بمجرد موتها البيولوجي ، بل يبقى زخمها وحسها ووجودها متألقا. وهكذا كان (الاستاذ ) تركي السديري شخصية عظيمة ورمزا مهما من رموز وطننا الغالي . كان رحمه الله قريبا من الملوك والوزراء وصناع القرار، وكانت له مواقفه الوطنية النبيلة التي لا ينساها الوطن. كنت أشعر دائماً ان ابا عبدالله من خلال حديثه واجتماعاته في صف الكتاب والصحفيين، يحمل همومهم ويدافع عنهم، ويحثهم على المزيد من التميز والنجاح. ومن يقترب من شخصيته _ رحمه الله _ كان يشعر بمدى قربه للجميع مع مايحظى به من ثقافة شاملة في حديثه ومداخلاته في وسائل الاعلام المختلفة، سواء كان الموضوع ثقافياً أو سياسياً او اجتماعياً . لقد استطاع (الاستاذ) بجهده وتعاونه مع الزملاء، وإدارته الحازمة ان يجعل من (الرياض) الجريدة أنموذجاً للصحيفة الرصينة، التي تمثل رأي الدولة والمواطن بجدارة. كنت بالكاد تسمع صوته، لان فكره أقوى من صوته. وكانت إدارته أقوى ما يميزه، هي الادارة الحازمة والنبيلة التي استطاع من خلالها ان يجعل جريدة الرياض تنافس وبقوة لتصل إلى ما وصلت اليه من مهنية واحترافية عالية، يحترمها من يقرأها او يتصفحها على الانترنت. لقد بنى الاستاذ تركي مؤسسة إعلامية رصينة، وكان اول من دشن إدارة للنشر الالكتروني في الصحافة السعودية. ان تدريس وتدشين سيرة ومسيرة الاستاذ تركي السديري _ رحمه الله _ سوف تكون اضافة جيدة في اقسام وكليات الاعلام، لانها تقدم نموذجاً إنسانيا وفكرياً وإداريا لشخصية سعودية . شخصية حفرت الطريق لصناعة الكلمة الراقية، والخبرالصحيح، ونشر الثقافة والمعرفة في المجتمع السعودي. اتمنى ان توثق كتاباته وخاصة زاويته الجميلة ( لقاء) وغيرها من مشاركاته المهمة في الندوات او المداخلات الصحفية والتلفازية في كتاب. ولعل صديقي الكاتب القدير الاستاذ سعد الحميدين ان يقوم بذلك . فقد كان بحكم معرفته وزمالته للأستاذ تركي السديري جديراً بأن يقوم بتحرير الكتاب والإضافة والتعليق بقلمه الرشيق . رحم الله ابا عبدالله رحمة واسعة ، ذلك الصحفي الراقي والإنسان الذي رحل عن دنيانا بصمت، وسيبقى في قلوب جميع زملائه وأهله ومحبيه نبضاً وذكرى لاتنسى.