يتولى كثير من المغرضون مهمة التفنن في صناعة الإحباط والتشاؤم في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت وسيلة مهمة لتنفيذ أجندات خفية ضد الوطن والمواطنين، مضمونها استغلال شتى القرارات والقضايا والأحداث اليومية، خاصة الاقتصادية منها لكل ما من شأنها زعزعة ثقة المواطنين، وتشكيكهم في خطط التنمية ومحاربتها للفساد والمحسوبية. معرفات وهمية وفي هذا الشأن أكّد الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية ومكافحة الإرهاب د.محمد الهدلاء أن المملكة تنعم بأمن واستقرار في محيط إقليمي مضطرب؛لذا هنالك من يحاول أن يراها في هكذا حال من الاضطراب والفوضى،وأحد هذه الوسائل هي مواقع التواصل الاجتماعي التي تتعرض فيها المملكة لهجمة شرسة من دول مغرضة،هدفها الأساسي نشر الشائعات الكاذبة وإحباط المواطن، بحواراتهم ومناقشاتهم التي تدور في فلك المقارنات البغيضة تارة، ونشر الطائفية والعنصرية القبلية والمناطقية تارة أخرى، من خلال أكثر من نصف مليون معرف وهمي. غايات مفضوحة وقال إنّ هذا الأمر ليس غريب وبات يعلمه جيداً المواطن بما لديه من حس أمني ووطني، يعرف ما يحاك لوطنه، ولكن المستغرب أن لدينا مع الأسف بعض من يصفهم البعض بأنهم نخبة أو رموز يعملون على نشر إشاعة ثقافة الإحباط ونشر الأكاذيب، والتشكيك في القيادات، والطعن في العلماء لصرف متابعة الشباب لهم؛ لأجل استمالتهم، وهؤلاء المحبطين للشعب أو لنقول المحرضين باسم الدين ومصالح الوطن ممن يهيجون العواطف، ويحركون الفتن ويريدون الوصول إلى مبتغاهم وليس الصالح العام، والهدف والغاية لأصحاب هذه المعرفات التي تنشر الإحباط تهدف إلى شرخ الكيان الداخلي لأجندة خاصة لا صلة لها بالصالح العام، ومما يؤسف له وما يجب أن يلفت النظر إليه انزلاق بعض النخب التي يفترض فيها أن تكون عامل بناء ومصدر قوة ودرع حماية للدولة ضد كل ما يحاك ضدها. منصات تحريض وأضاف أنّ مسألة إذكاء صناعة الإحباط يهدف إلى زرع روح العداوة والبغضاء في أنفس أفراد المجتمع، من خلال بث رسائل تحبط الشباب كعدم وجود وظائف وغلا الأسعار، وغيرها من الرسائل التي تؤجج المشاعر وتشحن أنفس الشباب، وهذه الرسائل لا تهدف إلى تحسين أوضاع الشباب، بل تريد تأليبهم على الدولة والمجتمع، لافتا إلى أنّ ما يحدث الآن من تحريض وتهييج وحشد وبث للشائعات والإحباط وتعدد المنصات والواجهات والمهددات في مواقع التواصل الهدف منه إيجاد بيئة محبطة تقود إلى الفوضوية في المجتمع، مؤكّداً: "أننا جميعا ضد مجموعة يتخطون حدود مصالح الوطن العليا ويعمدون إلى استخدام أي وسيلة غير مشروعة مهما كانت المبررات والأسباب فالمطالبة بالحقوق المستحقة ليس من وسائله المشروعة زرع الإحباط والتحريض على ولاة الأمر، والطعن فيهم وإساءة الظن بهم وسلبهم حقوقهم". حملات ممنهجة ولفت عضو الأكاديمية الأميركية للطب الشرعي، الأدلة الرقمية د.عبدالرزاق المرجان إلى أنّه لم يعد بالغريب استهداف المملكة بحملات ممنهجة من الخارج لنشر ثقافة الإحباط ولكن الغريب في هذا العام، والذي يستحق التمعن وإعادة النظر به هو مساهمة بعض المسؤولين في نشر ثقافة الإحباط في أوساط المجتمع، عن طريق إطلاق التصريحات اللا مسؤولة؛ مما ساهم في فترة محدودة بهز الثقة في برامج الحكومة وقدراتها، كما أن هناك محاولات لتقزيم وتهميش وتقليل من الإنجازات الأمنية والاقتصادية. تشكيك في الحكومة وقال إنّ من أهم الأوقات التي أصابت المجتمع بإحباط هي كشف حالة الفساد لابن وزير الخدمة المدنية براتب شهري يصل إلى 21 ألف ريال وهو خريج ثانوي، فقد نشطت حسابات تحاول أن تفقد المواطن الثقة في مؤسسات الدولة وعدم تحقيقها العدالة الاجتماعية، وعدم تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع، وتغليبهم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، واحتكار الوظائف على فئة معينة، مشيرا إلى أنّه تم رصد محاولات لنشر الإحباط بمناسبات اقتصادية وأمنية مهمة، على سبيل المثال قبيل الإعلان عن صدور الأوامر الملكية، كانت هناك حسابات تحاول نشر ثقافة الإحباط والتشكيك في مصداقية الحكومة وقدرة المملكة على تحقيق رؤية 2030. تجديد الثقة وأضاف: "في محاولة لتأثير على بعض فئات المجتمع بهذه الحرب الممنهجة الخاصة بنشر ثقافة الإحباط كان هناك وسم قبيل الإعلان عن الأوامر الملكية، حيث طغت السلبية على الوسم، إذ كان هناك من يحاول أن يحبط المتابعين المترقبين لهذه الأوامر أنّ هناك مزيدا من إصدار قرارات لرسوم حكومية تزيد من أعباءهم المادية، وكانوا غير متفائلين لنجاح الرؤية، جازمين أنّها تعتمد في نجاحها على جيوب المواطنين، وليس إيجاد بدائل لتنوع المصادر، ولكن مع بداية إعلان الأوامر تحول الوسم إلى الإيجابية والتفاؤل، وللحق فإن القرارات الجديدة كالأوامر الملكية جددت الثقة في تحقيق الرؤية 2030، وقد سجلت المشاركات في وسم #الأوامر_الملكية 46088(47) مشاركة في الثانية، و281301 في الدقيقة وهو الأعلى، وتم رصد 253179 مشاركة في 90 دقيقة، وهذه الأوامر كانت المحرك الرئيسي للتفاؤل، وأعقبها المقابلة التلفزيونية لسمو ولي ولي العهد، التي كان صداها إيجابيا للمواطن وعلى مستوى الدول الخليجية والعربية". د.محمد الهدلاء د.عبدالرزاق المرجان