لا يمر قرار حكومي يصب في مصلحة الوطن والمواطن، إلا وتظهر حسابات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تهاجم تلك القرارات، وتنشر الإحباط والسوداوية لمتابعيها، إلا أن عددا كبيرا من السعوديين تصدوا للحسابات المعادية، ووصفوها ب«الحسابات السوداء».وتعمل الحسابات السوداء في «تويتر» بطريقة ممنهجة وتبث سمومها على فترات، إذ إنها تركز بين الفينة والأخرى على عدد من المسؤولين والإعلاميين في السعودية، وتنشر الأخبار الكاذبة عنهم، بهدف زرع الإحباط لدى شريحة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع عددا من المغردين إلى إنشاء وسم بعنوان: «الحسابات السوداء»، لفضح الحسابات المعادية للوطن والمواطن، والتي تظهر في «تويتر» بأسماء مستعارة. يقول مؤسس وسم «الحسابات السوداء» الإعلامي طراد الأسمري ل«عكاظ»: «الحسابات السوداء كثيرة في «تويتر»، وجلها بأسماء مستعارة، وتستخدم صوراً وهمية لها، إذ إنها تعمل من مكاتب، من خلال برامج متخصصة لمواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني أنه يقف خلفها منظمات معادية للوطن»، لافتاً إلى أن أصحاب تلك الحسابات السوداء يعتمدون على روابط لمواقع إلكترونية في نشر تغريداتهم، بهدف الإساءة للوطن ومسؤوليه. ويضيف أن الحسابات السوداء يتوزعون المهام في ما بينهم، منهم من يسيء للإعلام ورموزه، وينشر أخباراً كاذبة، بهدف إضعاف مصداقية الإعلام السعودي لدى المواطن، وآخرون من أصحاب تلك الحسابات يتخصصون في نشر الأخبار السياسية الكاذبة، لضرب علاقات المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة، بينما فئة منهم تعمل على تأجيج الطائفية والعنصرية، مطالباً بتكثيف الجهود وزيادة الوعي لمنع تلك الحسابات السوداء من نشر سمومها لدى رواد مواقع التواصل. ويؤكد الأسمري أن وسم «الحسابات السوداء» يهدف إلى فضح أعداء الوطن، الذين وصفهم بالإرهاب الناعم، ولديهم مخطط للإضرار بالمملكة وشعبها، وليس النقد للمصلحة العامة. من جهته، يوضح اختصاصي الإعلام الجديد سيف السويلم ل«عكاظ»، أن وجود الحسابات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتهج بث الرسائل المحبطة ومحاولة إشاعة اليأس والتقليل من الجهود والأنشطة الوطنية ذات العلاقة بمختلف المجالات، قد تكون ضمن حملات مدروسة تعمل عليها جهات ومنظمات معادية، مشدّداً على ضرورة تفعيل حملات إلكترونية مضادة تستهدف توعية جميع شرائح المجتمع بخطورة هذه الحسابات ومن يقفون خلفها. ويقول السويلم: «تتعدد الأساليب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار الوطني، ولا شك أن هناك منظمات وأفرادا يعملون على ذلك، وقد يكون ذلك من الداخل ومن الخارج، ومن هذه الأساليب استغلال الإقبال المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «تويتر»، الذي يحظى بنسبة عالية من المستخدمين السعوديين تحديداً، لذلك تظهر بين فترة وأخرى مجموعة من الحسابات التي تحاول التأثير السلبي على الآخرين من خلال بث بعض الرسائل المحبطة والمسيئة، والتشكيك بجدوى الجهود والخطط والبرامج التنموية المتنوعة، وللأسف إننا قد نجد من يتأثر ويستجيب لمثل هذه الرسائل والتغريدات، وينساق خلفها ويتفاعل مع محتواها، وبالتالي يزداد انتشارها خصوصاً في ظل قلّة وجود الحملات المنظّمة المضادة التي تتصدى لها وتعمل على توعية الجمهور بمختلف فئاته». ويضيف أن رفع الروح المعنوية، وتكثيف التوعية بأهمية ما تتخذه الدولة من خطط وبرامج وقرارات تصب في مصلحة الوطن والمواطن، أمر يقع على عاتق جهات حكومية عدة قد يكون أبرزها وزارة التعليم ممثلة بالمدارس والجامعات، ووزارة الثقافة والإعلام من خلال تفعيل دور وسائل الإعلام التقليدية والجديدة في هذا الشأن، إلى جانب بعض المراكز والمؤسسات التي تُعنى بالشباب والمجتمع بشكل عام، معتبراً أن ما يحدث حالياً لا يتجاوز جهودا فردية يقوم بها بعض المواطنين وبعض المؤثرين من خلال حساباتهم الإلكترونية، مشيراً إلى أن العمل الفردي - وإن كان مطلوباً وله دوره الفاعل- إلا أنه لا يكفي للتصدي لحملات مضادة سوداوية منظّمة. وعلى رغم وجود «الحسابات السوداء» في «تويتر»، إلا أن هناك حسابات تفتخر بمنجزات وطنها، وإبراز جهود مسؤوليه، ومحاربة نشر الشائعات، التي تزعزع ثقة المواطن في إعلام بلده.