ايام قلائل ويزورنا ضيف لطالما انتظرناه واعددنا للقائه العدة والزاد فمنذ مدة ونحن في شوق وحنين للنعم في حضرة الضيف العزيز الذي اوشكت سفينته ان ترسو بالسواحل الذي لا يعرف قدره الا كل عاقل ولا يفوت فرصة استغلاله واستقباله بالطاعات الا كل جاهل قد شغلته الشواغل. رمضان شهر الفضائل اتى ضيفا والعمر زائل فقطار العمر يلهث ويسرع لبلوغ نهايته والفرصة حانت للظفر في الاجر العظيم ورضا الكريم عندما يحل شهر الكريم والتزود بالاعمال الصالحات والمسابقة في الخيرات والاستزادة من الطاعات، وكان النبي عليه الصلاة والسلام اذا حل شهر رجب يقول: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان). ومما خص الله به شهر رمصان ان تغل الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق ابواب جهنم وفيه ليلة القدر فيها تعتق الرقاب من النار لمن استغل الشهر الكريم ونال رضا الرحمن ومما اكرمنا الله به في هذا الزمان المبارك ان الحسنة فيه بالف حسنة والفريضة فيه عن سبعين فريضة فطوبى لمن تلقى رمضان بتوبة صادقة وصلاة وقيام وبر واحسان وصلة وغسل للقلوب من الضغينة وترك للغيبة والنميمة... الخ فلا نجعل يوم صيامنا ويوم فطرنا سواء ولنعظم شعائر الله ونشمر عن سواعدنا فأين من اذا صام صان الصيام وحفظ اللسان وبقية الجوارح وتاب واناب. ما اطيب مناجاة الله في اوقات رمضان! في نهاره والجوف خال من الماء والطعام وممتلئ بذكر لله وقراءة القران وكذلك مناجاة الله وشكره على نعمائه في ليله والناس نيام والبطون ملأى بانواع الطعام فيالها من فرحة! وما اعظمها من نعمة! قال الشاعر: قم في ظلام الليل وارفع شكاية الى الملك الاعلى وقلبك خاشع وقال آخر: ليوم الحشر قد عملت اناس فصلوا من مخافته وصاموا لقد فاز من زرع الخير في مواسم الخير والله لا يضيع اجر من احسن عملا وسعدا لمن احسنوا الاسلام ورحلوا بسلام.