كان سعادة الاستاذ م. عبدالفتاح عبدالشكور فدا يسألني عن كتاب (إتحاف أهل الإسلام في فضائل رمضان) رغبة منه في ان يطبع كمية منه لتوزيعها قبل دخول شهر الصيام رمضان المعظم، ولما لم أجده لديَّ بحثت عنه في مكتبتي الشيخين (ابن دهيش والرفاعي) فلم أجده وقال الشيخ الرفاعي ان هناك كتباً كثيرة في فضل هذا الشهر الكريم فقلت له انني سألتك عن كتاب (اتحاف أهل الإسلام في فضائل رمضان) لا غير، وشكرت لابن دهيش وله ولكنني عدت الى مكتبة ابن دهيش وسألت عن كتاب (وظائف شهر رمضان المعظم) لابن رجب الحنبلي تحقيق الاستاذ د. الشيخ عبدالملك بن دهيش) فأعطيتُ عشر نسخ منه.. واليوم أكتب تحت عنوان الكتاب المذكور واقتطف شيئاً يسيراً من بعض ما جاء فيه فابدأ على بركة الله بالآية الكريمة رقم 183 من سورة البقرة (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وبالآية 185 (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ومن بعض ما في هذا الكتاب انه يحرق زائد الاخلاط ويجدد الخلايا ويميت الفاسد منها وهذا ما دفع كبار الأطباء البشريين الى القول باستشفاء بعض المرض بالصوم ثم ان الحديث الثابت في الصحيحين (كل عمل ابن آدم له الا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) وساكنو الحرمين الشريفين أكرمهم الله بشرف المكان وبشرف الزمان، ولكن الشيخين (عبدالمالك الطرابلسي وأحمد عبدالجواد) يرحمهما الله (الأول كان نزيل مكةالمكرمة والثاني نزيل المدينةالمنورة كانت لها فلسفة في الجوار وما ينبغي له من الأدب وهكذا كانا وهكذا كانوا .. ولان الصيام سر بين العبد وربه والله تعالى يحب من عباده ان يعاملوه سرا بينهم وبينه (وأهل محبته لا يحبون ان يطلع احد على معاملتهم اياه سواه.. قال بعضهم لما اطلع الغير على شيء من اسراره اذا كانت تطيب الحياة لما كانت المعاملة بيني وبينه سرا دعا على نفسه بالموت فمات). وفي هذا يقول بعضهم : اذا كان رضاكم في سهري فسلام الله على وسني وقال آخر: عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب حسبي من الحب اني لما تحب احب لله قوم أخلصوا في حبه فكسا وجوههم الوسيمة نورا ذكروا النعيم وطلقوا لذاته زهدا فعوضهم بذاك أجورا قاموا يناجون الاله بادمع تجرى فتحكي لؤلؤا منثورا ستروا وجوههم باستار الدجى ليلا فاصبحت في النهار بدورا عملوا بما علموا وجادوا بالذي وجدوا فاصبح حظهم موفورا واذا بدا ليل سمعت أنينهم وشهدت وجدا منهمو وزفيرا تعبوا قليلا في رضا مولا همو فأراهم يوم اللقاء كثيرا يقول رمضان (أنا شهر القيام ومناجاة الملك العلام، فأين أهل الليل والعبرات؟ وأين أصحاب الانين والزفرات؟ يقول بارىء النسمات عز وجل (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً) فطوبى لمن صام نهاره وقام ليله ثم طوبى.