برحيل أحد أهم أعلام الصحافة السعودية والخليجية والعربية خسرت الصحافة أحد مؤسسيها وروادها الذي أفنى أيامه وصحته بالسعي للرقي بصحيفة الرياض، وقاد سنوات عديدة حملة تنوير وانفتاح، الأستاذ القدير تركي بن عبدالله السديري -رحمه الله- المُرحب بمن يطلب استشارته، يستمع ويطلب أدق التفاصيل، ومقابلته لا تحتاج حجز موعد أو ترتيب مسبق، فمن يحضر لمكتبه ويطلب مقابلته لا يرفض طلبه ، تعودنا منه التشاور وإبداء الرأي في أي أمر أو استفسار فمكتبه كصدره يسع الجميع، لا يرضى الخطأ والتجاوز ويرحب ويكافئ كل عمل مميز، من عمل بالقرب منه -رحمه الله- كان يعرف مدى حرصه واهتمامه وتفانيه وإخلاصه في كل تفاصيل جريدة الرياض وطاقمها، يقدر الظروف ويساعد بتجاوزها ويسعى لكل عمل مبدع وجميل. كان يتجول بين الأقسام رغم تعبه، يمازح ويلاطف ببشاشته الزملاء، ويجيب على الأسئلة بكل أريحية، لافرق لديه بين زميل وآخر فالجميع سواسية، يكافئ المميز ويعاتب المقصر بأسلوبه الأبوي. رحم الله أستاذنا أبا عبدالله صاحب الأيادي البيضاء والرائد من رواد الثقافة والأدب، عودنا على حضوره الكبير وصعود مناصب التكريم داخلياً وخارجياً، وبفضل الله ثم بفضله تزعمت جريدة الرياض الصحف، واحتلت أعلى درجات التقييم وأصبحت "الرياض" أولى من يُكرم، ورئيس تحريرها أول من يُحتفى به. وبحكم قربه من أسرة تحرير جريدة الرياض وحرصه الدائم على متابعة ما تحويه صفحاتها يومياً كان يتحامل رغم تعبه ومرضه ليكون بين الزملاء في غالب الأوقات، يمازح ويسأل ويطمئن ويستفسر ويستقبل، فكان رحمه الله يحمل هم المهنة الصحفية والخبير بدهاليزها وخفاياها، فسعى في إنشاء هيئة الصحفيين وتم تكوينها، فصادفت حداثتها كثرة المطالب المرجوة منها. قدم الفقيد خلال مسيرته المقاربة ل 43 عاماً الكثير من الجهود محلياً وخليجياً وعربياً ، ودعم الكثير والكثير من القضايا والحالات الإنسانية، رغم الذي يأتي عن طريقه الانفراج دون أن يعلم أحد. تركي السديري باني نهضة جريدة الرياض وربانها، سيبقى اسمه وكلماته وتوصياته رغم الرحيل. إلى جنان الخلد أباعبدالله *رئيس قسم المحليات بجريدة الرياض