كثير من الزملاء يعلم نغمة جوال الفقيد تركي السديري وكانت بصوت حفيدته وعند ورود اتصال على جواله يبدأ صوتها يعم المكان "بابا تركي.. جوال" كان فخوراً بصوت حفيدته مع كل ورود اتصال لهاتفه، فبعيداً عن تركي الإعلامي المخضرم وإنجازاته، فهذا جهد قد يبلغه غيره ولكن عندما نتكلم عن تركي السديري الإنسان الذي عشت معه لفترة 17 عاماً كسكرتير إبّان وجود مدير مكتبه الزميل محمد الحسيان، ومن ثم مديراً لمكتبه بعد ذلك يصعب على غيره وصوله، وتشعر أنك أمام شخص ذي معايير إنسانية من طراز فريد يتعامل مع المواقف الإنسانية بشكل نبيل، وأصدق وصف فيه ما قاله الأستاذ عبدالله الغذامي في تغريدته: "عاش الصحافة عقوداً.. وعاش المروءة والنبل أضعافا أضعافا" لا أنسى موقفه الإنساني معي ما حييت عندما دخلت عليه بمكتبه وأخبرته أنني أعاني من مرض قد يطول وقته وأبلغته أنني لا أستطيع العمل واسمح لي أن أقدم استقالتي؟ لم يسألني ما هو المرض ولا عن أي تفاصيل، ورد بصوت هادئ اذهب في إجازة مدفوعة الأجر مفتوحة لحين أن تطيب -إن شاء الله-، وتابع حالتي هاتفياً طوال ثلاثة أشهر حتى عدت للعمل مرة أخرى.. كثيرة هي مواقفه معي ومع الزملاء.. حيث تجعلك تشعر بالأمان تحت مظلة قائد يقود بيده اليمنى بحزم دفة الإبداع والتطوير والجدية بالعمل وبيده اليسرى بحنية الأب الذي يمسح أي قسوة تسببها يد الحزم.. رحمك الله يا أبا عبدالله وأسكنك جنات الخلد. * مدير مكتب رئيس التحرير