أعلن المدير العام لإدارة الأزمة في محافظة جلستان يوم أمس العثور على جثة أخرى من عمال منجم آزاد شهر وبذلك قد ارتفع عدد ضحايا الحادث إلى 43 شخصًا. رغم أن اسبوعًا مضى على الانفجار في منجم آزاد شهر، إلا أن نظام الملالي يتملص من إعلان الأعداد الحقيقية لضحايا الكارثة. وكان يعمل في هذا المنجم 500 عامل. إلا أن المؤسسات المعنية تتملص من الكشف عن عدد العمال الذين كانوا متواجدين أثناء وقوع الانفجار. ويقول بعض المسؤولين في النظام إن الحادث وقع في الساعة بين الدوامين وهذا يعني أن أعدادا أكثر من العمال كانوا في أعماق الأرض. وأعلنت بعض مصادر النظام بداية أن عدد العمال العالقين 90 شخصا ولكنهم حاولوا فيما بعد التعتيم على الأبعاد المأساوية لهذه الكارثة بإعلانهم أعدادًا متناقضة. وقال هادي حسيني أمين جمعية المجالس الاسلامية للعمل في محافظة جلستان: «ليس معلومًا بعد كم عدد من فقدوا أرواحهم في حادث المنجم». مذعنًا بأن «عددًا من العمال كانوا قد وصلوا إلى سن التقاعد وكان من المفترض أن يتقاعدوا بالاستفادة من "مزايا قانونية لأعمال شاقة ومضرة"». وأما قادة الباسيج والحرس الثوري الذين يمثلون كبار الملاك في هذا المنجم فقد لزموا الصمت التام بهدف التستر على دورهم في هذه الكارثة. وهرعوا خلال الساعات الاثنتي عشرة الأولى من الانفجار إلى تحشيد القوى ونشر وحدة خاصة في الموقع للحؤول دون احتجاج العمال وعوائلهم بدلًا من إغاثة الجرحى والسعي لإنقاذ حياة عمال المنجم. كما ان روحاني رئيس جمهورية نظام الملالي وفي حركة استعراضية زار الموقع بعد 5 أيام من الكارثة، غير أنه واجه غضب المواطنين وعمال المنجم الذين هاجموا سيارته مبدين بذلك غضبهم وكراهيتهم تجاه النظام برمته وقادته المجرمين الذين لا يعيرون أدنى اهتمام بآلام ومعاناة العمال. واحتج عمال المنجم على انعدام معدات الأمان والسلامة وأجهزة استشعار الغاز والتهوية وقناة إخلاء الغاز وقناني الاوكسيجن وعدم اهتمام المسؤولين بتحذيرات العمال وتأخير في دفع أجورهم الضئيلة لمدة 18 أشهر حيال العمل الشاق والخطير والصعب واذا ما قاموا بالاحتجاج فيلاقون الإعتقال والطرد من العمل. فهذا الوضع المأساوي لا ينحصر في منجم آزاد شهر، بل الحالة سائدة في جميع مناجم البلاد. وفي 8 مايو فقد عامل في منجم «طرزه» في شاهرود حياتهم اثر الاختناق بالغاز. واعترف همايون هاشمي عضو برلمان النظام عن مياندوآب بما يعاني العمال من جوع وقال بخصوص حال المناجم في البلاد «في الوقت الحاضر هناك في منطقتي الانتخابية 100 منجم حالها أسوأ من منطقة يورت. اني قد نبهت الوزراء أكثر من مرة ولكنه لم يحصل شيء.. قبل ما يقارب 22 شهرًا لم يدفع رواتب بعض العمال في هذه المناجم وقبل شهر تم فصل 200 عامل من المنجم». وحمّلت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، نظام الملالي مسؤولية هذه الحوادث الأليمة خاصة زيادة الخسائر البشرية وقالت في حال حصول حوادث مماثلة في سائر البلاد فهم يخصصون كل الإمكانات في خدمة إنقاذ المصابين إلا أنه في إيران كل الامكانات تخصص في خدمة النهب والقمع.