هيغانغ (الصين) - أ ف ب - ارتفع الى 104 عدد قتلى الانفجار الذي حصل في منجم للفحم بمقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين السبت الماضي، في وقت سيطر الغضب على عائلات عمال المناجم التي طالبت بمحاسبة المسؤولين. وتجمع عشرات الأشخاص للتعبير عن غضبهم، امام احد المكاتب الرئيسية لمنجم «كسينغكسينغ» التابع لمجموعة «لونغماي» العامة، احد اكبر المناجم في الصين وأقدمها والذي يبلغ انتاجه 1, 45 مليون طن في السنة، لكن الشرطة طوقت المكان ومنعت الصحافيين من الاقتراب. وقال زهانغ جينغوانغ الناطق باسم المنجم ان الأمر «ليس كارثة»، في وقت افادت صحيفة «تشاينا ديلي» ان كل عائلة ستتقاضى تعويضات لا تقل عن 250 الف يوان (24600 يورو)، ما يفوق التعويضات التي تصرف عادة بنسبة 25 في المئة. وبحسب عناصر وفرها التحقيق الأولي، يتحمل القائمون على المنجم مسؤولية الحادث. وقال لوو لين، مدير ادارة سلامة العمل في المقاطعة إن «نظام المسؤولية عن سلامة المنجم لم يعمل، ولم يجر التثبت كما يجب من وجود اي اخطار خفية، لذا يرتبط الحادث بنقص في المسؤولية». ويسعى التحقيق الى كشف احتمال تواطؤ المسؤولين عن المنجم مع مسؤولين في السلطات المحلية لعدم تطبيق قواعد السلامة. وأقيل مدير المنجم ونائبه وكبير المهندسين فيه. واعتبر هذا الحادث الأسوأ في الصين منذ كارثة منجم مقاطعة شانكسي في كانون الأول (ديسمبر) 2007، والتي أودت بحياة 105 اشخاص. ووقع الانفجار حين كان 528 عاملاً تحت الأرض. وخرج 420 منهم قبل خمسين دقيقة من الانفجار، اثر رصد مستويات مرتفعة من الغاز. ويحمل فصل الشتاء اخطار كبيرة في المناجم التي تعمل بكامل قدراتها الإنتاجية في هذا الفصل، في ظل اعتماد الصين بشكل اساسي على الفحم الحجري لإمداد نموها الاقتصادي بالطاقة وتأمين التدفئة لسكانها. وتجرى منذ سنوات في هذا البلد اعادة هيكلة لقطاع المناجم تهدف الى اغلاق آلاف من المناجم الصغرى، حيث تحصل غالبية الحوادث. وتعتبر مناجم الفحم الصينية من الأخطر في العالم، وقتل فيها اكثر من 3200 عامل العام الماضي، وفق احصاءات رسمية تعتبر ارقامها أدنى بكثير من الحصيلة الحقيقية.