من جملة أهداف الرؤية 2030 المتعددة؛ أنها وضعت مشهد الاستثمار الوطني فوق منصة واضحة، بعد إقرار عدد من الأنظمة وإعادة هيكلة عدد من القطاعات وصدور تنظيمات تهدف جميعها إلى استقطاب الرساميل الأجنبية، ودعوة شركات الاستثمار، والصناديق الاستثمارية. الصين التي أعادت اطلاق مبادرة حزام طريق الحرير الاقتصادي قبل نحو ثلاث سنوات؛ من أكثر دول العالم اهتماما برؤية المملكة المستقبلية التي بدأ أول برامجها مطلع العام الجاري؛ حيث تتبوأ المملكة مكانة عليا كأكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا بحجم تبادل بلغ نحو 50 مليار دولار، وبلغ عدد المشاريع السعودية الصينية العاملة في المملكة نحو 175 مشروعاً في قطاعي الخدمات والصناعة فيما بلغت الاستثمارات السعودية في الصين نحو 15 مليار دولار. وتجسد مبادرة "الحزام والطريق" مفهوما عملياً في اتخاذ التنمية موضوع رئيسياً يركز على التنمية وتحقيق السلام بالتعاون، والتعاون في البنية التحتية والطاقة الإنتاجية، والتبادل والتصنيع، خاصة أن الصين لديها تجرية في عموم قطاعات التنمية تعتبر نموذجا عالميا متفرد خاصة في القطاعات الصناعية بدءا من اليدوية وانتهاء بالأسلحة، كما أن للصين تجرية أكثر من رائعة في حل ازمة السكن ومواجهة النمو السكاني. لاشك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – الأخيرة للصين، عززت من أهمية العلاقة بين البلدين، وتوجت اهتمام الطرفين بتوقيع اتفاقيات بقيمة تجاوزت 65 مليار دولار، وتضمنت الاتفاقات مذكرة تفاهم بين شركة أرامكو السعودية ونورث إنداستريز جروب (نورينكو) الصينية لبحث إقامة مشروعات للتكرير والكيماويات في الصين. بالإضافة إلى واحد وعشرين اتفاقية تفاهم بين شركات سعودية وصينية تشمل استكشاف فرص الاستثمار في النفط والبتروكيماويات والتجارة الإلكترونية والتعاون في أسواق الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، يعتبر التواصل بين الشعوب الأساس الاجتماعي لمبادرة الحزام والطريق. ومن أجل تحقيق ذلك، نجحت الصين والسعودية في سلسلة من المشاريع التعاونية في المجالين الثقافي والتعليمي وإلى ما ذلك من المجالات الأخرى. أبناء المملكة العربية السعودية باختلاف المناطق وتنوعها، عرفوا التجارة منذ القدم، رحلات العقيلات.. مثال حي امتزجت فيه التجارة بمساحة واسعة ومتنوعة من العلاقات الاجتماعية، والثقافية التي انتقلت من هذه الأرض إلى الشام وشمال افريقيا.. وفي مبادرة حزام طريق الحرير الاقتصادي.. ستظهر لنا نماذج تنقل حضارتنا الإسلامية وتراثنا إلى الشرق، وكذلك العكس؛ في فبراير الماضي، تم إطلاق أول كرتون للأطفال بعنوان "حكيم وكونغ شياو شي" تم إنجازه بالتعاون الصيني السعودي بالرياض.