أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن العالم يواجه تحديات تهدد أمنه واستقراره، لافتاً إلى أن في مقدم هذه التحديات «الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسباق التسلح، وصدام الثقافات». وقال الملك سلمان خلال جلسة محادثات رسمية عقدها مع رئيس الصين شي جينبينغ، في قاعة الشعب الكبرى في بكين أمس: «إن هذا يحتم على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات، وبما يعزز الأمن والسلم الدوليين». وأوضح أن تشكيل اللجنة السعودية- الصينية رفيعة المستوى سيكون بمثابة إطار للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. ورحب الرئيس الصيني بخادم الحرمين الشريفين في بلاده، لافتاً إلى أن «الزيارة تعكس مدى اهتمام الملك سلمان البالغ بتطوير العلاقات بين البلدين». وأكد حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع المملكة وتطويرها إلى أعلى المستويات، مشيراً إلى أن بكين تعد زيارة خادم الحرمين الشريفين فرصة مهمة للدفع بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية الشاملة. وشهد العاهل السعودي ورئيس الصين توقيع 35 اتفاقاً بقيمة تتجاوز 65 بليون دولار، تضمنت درس إنشاء مفاعل نووي عالي الحرارة في السعودية، وشركة لتصنيع طائرات من دون طيار، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين شركة «أرامكو السعودية» و «نورث إنداستريز غروب» (نورينكو) الصينية للبحث في إقامة مشاريع للتكرير والكيماويات في الصين، كما اتفقت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي تدير مجمعاً للكيماويات مع «سينوبك» الصينية في تيانغين على تطوير مشاريع بتروكيماوية في الصين والسعودية. وبحضور الملك سلمان، وقع مسؤولون من وزارة التجارة والاستثمار في السعودية ونظيرتها في جمهورية الصين برنامج تعاون في مجال التجارة والاستثمار، يشمل توسيع التبادل التجاري وتنميته والاستفادة من الإمكانات المتوافرة في البلدين لتحقيق التعاون المشترك في المجال التجاري. وقال خادم الحرمين خلال حضوره حفلة المنتدى الاستثماري السعودي- الصيني: «نحن نهتم بأن يكون لنا مصالح ولمن يعمل معنا مصالح كذلك، وأنا سعيد بهذه الزيارة، وإن شاء الله تكون فيها زيادة خير للعلاقات بين بلدينا في كل المجالات». وفي وقت لاحق، شدد الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن «المملكة كانت ولا تزال معبر طرق بين الشرق والغرب، وملتقى حضارات»، موضحاً في كلمة خلال حضوره والرئيس الصيني حفلة اختتام معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في متحف الصين الوطني في بكين، أن «جهود الصين ومشاركة المملكة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري تعززان العلاقات التجارية بين الشرق والغرب، وتزيدان من التفاعل بين الحضارات». إلى ذلك، أوضح نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ منغ في تصريحات صحافية، أن مذكرات التفاهم وخطابات النوايا التي جرى توقيعها قد تتجاوز قيمتها نحو 65 بليون دولار، وتشمل جميع المجالات، من الطاقة إلى الفضاء، مضيفاً: «الرئيس شي جينبينغ والملك سلمان صديقان قديمان». وزاد: «التعاون الفعال بين الصين والسعودية حقق بالفعل إنجازات كبيرة، وينطوي على إمكانات هائلة». والى جانب مذكرات التفاهم التي اتفقت عليها الحكومتان، وقعت شركات سعودية وصينية 21 اتفاقاً تشمل استكشاف فرص الاستثمار في النفط والبتروكيماويات والتجارة الإلكترونية والتعاون في أسواق الطاقة المتجددة.