أقام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي فعالية بعنوان: «إثراء الكتابة الإبداعية» بمناسبة يوم الكتاب العالمي مساء أمس الأول في خيمة إثراء بالظهران. وتضمنت الفعالية أنشطة متنوعة في مجال الكتابة الإبداعية، وتخلل البرنامج ورشة عمل قدمها الروائي حجي جابر بعنوان: (كتابة الرواية الأولى)، وكانت تهدف هذه الرواية إلى تمكين المشارك من التعرف على التقنيات الرئيسة لكتابة الرواية الحديثة، وامتلاك أدواتها، وتلتها ورشة عمل أخرى من تقديم الأستاذة منال العويبيل، بعنوان: (كتابة السيناريو)، وهي ورشة عمل مقدمة للمهتمين في مجال الفن والتلفزيون والسينما، وعملت الورشة على إلقاء الضوء على أهم أدوات ومحاور هذا الفن، وقد قدم الزميل عبدالله الحسني محاضرة في خيمة إثراء بعنوان: (أعمق تجاربنا) سلط فيها الضوء على سحر الكلمة، والأثر الذي تصنعه في نفس قارئها عبر مشاركة الحضور أسرار أعمق تجاربه القرائية. مشيرا بالقول: «لا شك أن للقراءة سحرها وغوايتها وكذلك الكلمات، فالقراءة مفتتح الدهشة ومنتهى الألق، تمنحنا ألقاً ذهنياً صافياً، وتقودنا لمفازات المعرفة وغابات من التأمّل العجيب في كوننا الفسيح». مضيفا بأن فاعلية القراءة تزداد حين يهتدي فعلاً القارئ لتلك الكتب التي تحدث تغييراً حقيقياً في ذهنية المتلقّي وتشرّع أمامه كل أسئلة الوجود والقلق المعرفي الخلاق. موضحا: «كما أنّ الكلمات بسحرها ودهشتها توفّر لنا -كما يشير أحد أهم المنظرين للقراءة وتاريخها ومتعتها ألبرتو مانغويل- بضعة أمكنة آمنة تمنحنا مأوى أثناء رحلتنا عبر الغابة المجهولة والمظلمة، كما يراها نشاطاً إبداعياً يجعلنا من كل الأوجه إنسانيين». وعن الكتاب قال الزميل الحسني: «مازلت موقناً بأنّ الكاتب الجيّد هو الذي تبدأ متاعبك معه بمجرّد الفراغ من قراءته، وهي متاعب جميلة ومستثيرة لمكامن الإبداع لدينا، وتنفض عنا غبار الكسل الفكري، هذا هو الحال مع كل كتابة تثير لدينا قلقاً معرفيّاً أو ثقافياً أو حتى إنسانياً». كما تضمن برنامج الفعالية جلسات نقاشية حول الكتابة خلف كواليس مسابقة اقرأ الوطنية ثم ندوة حول «تأملات في الرواية السعودية» والتي أدارها الناقد طارق الخواجي، وافتتحها الدكتور خالد الرفاعي داعيا إلى ضرورة أن يلتفت الكتاب الروائيون إلى ضرورة الوعي بماهية الأدب أولاً ثم الاهتمام بالشكل الروائي وأخيرا «تجربة الحياة للكاتب» منبعا مهمًا للكتابة الروائية، معلنا: «التجربة الحياتية يفتقر لها الروائي السعودي، فهو يكتب عن أمور لا يعرفها». أما الروائي بدر السماري فحاول تأطير الرواية السعودية في العشرين سنة الأخيرة، مشيراً إلى غياب فعل التأمل من الرواية السعودية ومتوقفا عند مشكلة «التنميط» داخل الرواية السعودية، حيث عادة ما تتكرر الصور النمطية للشخصيات حيث الأب هو الأب المتسلط في العديد من الروايات والأم هي الأم المستضعفة، وهكذا». أما الروائي أشرف فقيه فأشار إلى أن ثمة اتهام للرواية السعودية بأنها مشغولة بمطاردة القضايا الاجتماعية. مؤكدا أن الرواية في نهاية المطاف، دراسة، «فقد تكون شكلا أدبيا ولكنها بطبيعة الحال تأريخ لمرحلة». * الحسني: الكتاب الجيّد تبدأ متاعبه بعد قراءته * الرفاعي: الروائي السعودي يكتب ما لا يعرف * نداء أبو علي: الحب يتراجع في الرواية وعن مسألة كتابة الرواية والفرد، قال: «على المستوى الفردي همومنا قشرية، هناك تجارب شخصية مريرة بطبيعة الحال ولكن هل تكفي ليقدم صاحبها نفسه كمثال روائي، ومعلنا» أن هذا ما يفسر ضحالة التجربة الروائية لنا». أما الروائية والناقدة نداء أبوعلي فتحدثت حول الشق النسائي في الرواية السعودي، مشيرة إلى أنها وجدت أن الفترة الأخيرة شهدت ابتعادا عن الكتابة في موضوع الحب ضمن الأدبيات الروائية السعودية الجديدة وميلا للرواية الواقعية. واختتم البرنامج بمحاضرة للأستاذ سلطان العميمي تناول فيها «ملامح الحياة الأخرى» التي تشكلها القراءة في تجربة كل قارئ. واختتم اليوم الإثرائي بإطلاق مسابقة اقرأ الوطنية في نسختها السادسة وفتح باب التسجيل للراغبين من جميع المراحل الدراسية وستنظم لهذه النسخة من المسابقة فعاليات جديدة مصاحبة طوال العام وتشمل منتدى للقراءة، ومحاضرات ثقافية، وأنشطة معرفية متنوعة، كما أنها ستطرح هذا العام منافسة بين المدارس من أجل تحفيز الطلاب على القراءة، بالإضافة إلى منافسات عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنح الطلاب الفرصة لعرض إبداعاتهم في مجال نشر القراءة. إذ تم تصميم برنامج المسابقة بعناية ليقدم للمشاركين والمشاركات تجربة فريدة صانعة للتحوّل في الجوانب المعرفية والشخصية. من جهته تفاءل مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الأستاذ طارق الغامدي، بمحتوى هذه النسخة من المسابقة والتي تتخطى بقية النُسَخ السابقة من خلال عملية تفاعلية تقوم على التعاون مع المؤسسات التعليمية والمدارس بشكل خاص. وستُقدَّم للمدرستين الفائزتين من البنين والبنات مكتبة نموذجية نظير جهودهم في إثراء المعرفة والاهتمام بالقراءة لدى طلابها وطالباتها. وستشمل عملية التفاعل كافة فئات المجتمع من خلال مسابقة شهرية أُطلِق عليها مسمى (دقيقة قراءة)، وتقوم فكرتها على تلخيص كتاب كان له تأثيرٌ في التكوين المعرفي للقارئ خلال ستين ثانية عن طريق برامج التواصل الاجتماعي. وستكون المسابقة الوطنية للقراءة (اقرأ) في نسختها الخامسة مفتوحة لاستقبال المشاركات لمدة ثلاثة أشهر قادمة بهدف توسيع دائرة الاهتمام بالقراءة وترسيخها في المجتمع بمختلف المجالات المعرفية لارتباطها بالبناء الفكري والإنساني لدى الفرد بحيث تسهم في صناعة جيل قارئ. الزميل الحسني محاضراً عن القراءة والكتابة الإبداعية