غدًا يعود الهلال في محاولة جديدة لحسم الأمور وتسجيل لقب الدوري ال14 رسميًا باسمه، وبينه وبين هدفه يقف ليثٌ جريحٌ يبحث عن تسجيل موقفٍ له في موسم كبيس قيَّده عشاق الشباب في خانة للنسيان، وأخطر ما قد يواجه الهلال بعد فشله في حسم اللقب أمام الأهلي السبت الماضي هو مواجهة ليثٍ جريحٍ ليس لديه ما يخسره، يقوده ذئب جامح وطامح في وضع بصمة جديدة له في صفحات تاريخ الدوري كمدرب، بعد أن ملأها ببصمات نجاحه كلاعبٍ وإداري!. مساء السبت الماضي؛ لم يبدو الهلال جادًا في حسم الأمور، ولم يقدم مدربه ولا لاعبوه ولا حتى جمهوره العريض ما يوحي برغبتهم في إنهاء الأمور باكرًا وحسم الدوري أمام الأهلي، وربما كان للفارق النقطي الكبير بين "الزعيم" وبقية منافسيه ووجود ثلاث جولات أخرى بعد جولة الأهلي الدور الكبير في تغييب جدية الهلاليين بكافة أطيافهم وأدوارهم، لكن الفارق النقطي تقلص بعد فوز النصر والاتحاد، والجولات ستتقلص بعد مواجهة الشباب إلى جولتين، إحداهما وآخرهما مع المنافس المباشر النصر، والهلاليون مطالبون اليوم أكثر من الأمس بتخليص المسابقة، وقتل المنافسة، بالفوز على الشباب، حتى يمكن للزعيم لعب الجولتين الأخيرتين من الدوري براحة تامة، والتفرغ للسباق الآسيوي ونصف نهائي ثم نهائي كأس الملك بعيدًا عن الضغط البدني والنفسي الذي سيسيطر على الفريق "الأزرق" فيما لو فشل مرة أخرى في إرسال رسالة عاجلة لبقية منافسيه في الدوري مفادها: GAME OVER !. قلت في مقالي السابق إن الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال تشارك مع بعض نجوم الفريق في تأجيل حسم الدوري أمام الأهلي الذي كان مستسلمًا في فترات كثيرة من كلاسيكو السبت الماضي، كما أن جماهير الهلال في الرياض تحديدًا ساهمت في ذلك بحضورها المتواضع لمواجهة بهذا الحجم وهذه الأهمية، حتى وإن كان للمتغيبين بعض المبررات المنطقية وفي مقدمتها أسعار التذاكر المرتفعة، التي كان على إدارة النادي التدخل عاجلًا لخفضها، عبر إقناع الشركة الراعية بذلك لأهمية المباراة، أو عبر التكفل بالفارق المادي بين سعر التذكرة الذي طمع به الراعي، والسعر المخفض الذي يكفل حضورًا أكبر لشريحة كبيرة من الجماهير قد تفرق معهم هذه الريالات!. أما في الغد فلا مجال للأخطاء الفنية، ولا لتخاذل اللاعبين، ولا لمبررات الغياب الجماهيري، إن أراد الهلاليون أن ينهوا الأمور، ويخلصوا الدوري، ويخلصوا أنفسهم من لحظات الترقب الثقيلة، والانتظار القاتل، حتى لا يتفاجؤوا بتعثرٍ جديد قد يحيي آمال المنافسين، وينعش أطماع الراغبين في حرمان الهلال من لقب لم يكن طيلة المواسم الخمس الماضية أقرب إليه من اليوم!.