سقط قتلى وجرحى في تفجير سيارة مفخخة استهدف منطقة في غرب حلب تنتظر فيها منذ الجمعة حافلات تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "استهدف تفجير بواسطة سيارة مفخخة منطقة تجمع حافلات بلدتي الفوعة وكفريا في منطقة الراشدين" التي تسيطر عليها المعارضة غرب حلب، ما أسفر "عن سقوط قتلى وجرحى من أهالي البلدتين" المحاصرتين من قبل الفصائل في محافظة إدلب. وينتظر آلاف المدنيين والمقاتلين في عشرات الحافلات منذ ساعات طويلة قرب مدينة حلب في شمال سورية نتيجة عراقيل تمنعهم حتى الآن من إكمال طريقهم إلى وجهاتهم النهائية غداة إجلائهم من أربع بلدات محاصرة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتمّ الجمعة إجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب، و2200 شخص بينهم حوالى 400 مقاتل من بلدتي الزبداني ومضايا قرب دمشق، بحسب المرصد السوري. وتأتي عملية الإجلاء هذه، التي من المفترض أن تستكمل لاحقاً، ضمن اتفاق تم التوصل إليه نهاية الشهر الماضي بين النظام السوري وفصائل المعارضة. ومن المفترض أن يتوجه أهالي الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب، ومنها إلى محافظات أخرى تسيطر عليها قوات النظام، على أن يذهب الذين تم إجلاؤهم من مضايا والزبداني إلى محافظة إدلب، معقل الفصائل المعارضة الأبرز في البلاد. لكن بعد أكثر من 30 ساعة على وصولهم إلى منطقة الراشدين غرب حلب لا تزال قوافل الفوعة وكفريا تنتظر إكمال طريقها إلى حلب، فيما تنتظر حافلات مضايا والزبداني منذ نحو 15 ساعة في منطقة الراموسة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام غرب حلب أيضاً. وترى الفصائل المعارضة أنه تم انتهاك الاتفاق، إذ كان من المفترض أن يتم إجلاء ثمانية آلاف شخص، بينهم ألفا مقاتل موال من الفوعة وكفريا ضمن المرحلة الأولى، وفق ما قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية. وأكد قيادي من الفصائل أن الخلاف حالياً يدور حول عدد المقاتلين الموالين الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا، من دون الدخول في تفاصيل إضافية. ومن المفترض بموجب الاتفاق أن يتم على مرحلتين إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم ب16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني. وفي منطقة الراموسة، أمضى 2200 شخص من مضايا والزبداني ليلتهم في الحافلات. وقال أمجد المالح، أحد سكان مضايا وهو على متن إحدى الحافلات، أن الهلال الأحمر السوري وزع عليهم المياه والمعلبات، فيما انتشر عناصر قوات النظام حولهم. وبعد ساعات على خروج هؤلاء من مضايا، دخل جيش النظام إلى البلدة التي شكلت خلال السنوات الماضية رمزاً لسياسة الحصار المتبعة في سورية.