أخطر ما يهدد الهلال فيما تبقى من مشواره في سباق الدوري هو أن يصدق انصاره ما يردده البعض بحسن أو بسوء نية من أن السباق انتهى، وأن مسألة ارتقاء "الزعيم" لمنصة التتويج وتسلمه كأس الدوري مسألة وقت!. صحيح أن الفارق بين المتصدر الهلال ومنافسيه مريح، وأنه الأقرب لتحقيق اللقب، لكن المنطق والعقل يقولان إن أمامه خمس مواجهات صعبة، وستزداد صعوبتها، ويزداد الوضع خطورة؛ إن تساهل الهلاليون واستسلموا لحملة التخدير المكثفة التي بدأت تروج أن اللقب قد حُسِم أمره لهم، وأنَّ السباق قد انتهى بفوزه!. الحديث عن حسم "الزعيم" للقب لازال باكرًا، فالهلال على الرغم من فارق النقاط الثماني سيواجه غدًا الخميس الرائد العنيد في بريدة، والخسارة في كرة القدم واردة، وهي أكثر احتمالية لمن لا يحترم خصمه، وإن حدثت الخسارة من الرائد سيواجه أحد أخطر منافسيه وأكثرهم استعدادًا وجاهزية لاستثمار أي تعثر للهلال، وإن استطاع الأهلي الفوز في تلك المواجهة سيكون بينه وبين الهلال ثلاث نقاط فقط، وسيكون أمام الهلال ثلاث مواجهات صعبة أمام الشباب والوحدة في مكة والنصر، وسيكون عليه يحصد نقاطها كاملة حتى يضمن اللقب، وقس على ذلك حظوظ المتنافسين الآخرين النصر والاتحاد!. ربما تبدو خسارة الهلال للقب الدوري على الرغم من فارق النقاط الثماني قبل نهايته بخمس جولات أمرًا صعبًا، لكنه أمر ممكن الحدوث، وحدث ما يشبه ذلك في الدوري الإنجليزي موسم 2011-2012، إذ كان "المان يونايتد" متصدرًا للدوري بفارق ثماني نقاط عن منافسه وجاره المان سيتي، وقبل ست جولات من نهاية الدوري، لكن أبناء السير فيرغسون خسروا هذا الفارق النقطي الكبير في شهرٍ واحد (من غرائب الصدف أنه شهر أبريل) بدءًا من خسارتهم المفاجئة من ويجان (صاحب المركز 15)، ثم تعثرهم مرة أخرى بالتعادل أمام السابع ايفرتون بنتيجة (4-4)، في مباراة مجنونة كان فيها "المان يو" متقدمًا بنتيجة (4-2) حتى قبل نهاية اللقاء بسبع دقائق، ثم حدث الانقلاب الكبير حين خسر من منافسه السيتي بهدف فينسنت كومباني، ليتساوى الفريقان بالنقاط ويتصدر السيتي بفارق الأهداف الكبير، الذي حافظ عليه آخر جولتين، وحقق به اللقب، بعد أن ظنَّ الجميع في وقت سابق أن اللقب قد حسم للشياطين الحمر!. هذه هي كرة القدم، وهذه دروسها التي يجب أن نتعلم منها، وإن أراد خصوم الهلال في الملعب وخارجه التسليم حقًا بأن اللقب قد حُسم له فهذا شأنهم، لكن الهلاليين مطالبون بأن يحذروا من أن يتخاذلوا أو يتراخوا قبل أن يحسموا اللقب رسميًا، حتى لا يكونوا درسًا جديدًا، ومثلًا يُضرب في خطر التراخي في الأمتار الأخيرة!.