واصلت جماهير النصر امتعاضها من أوضاع الفريق بعد خروجه خالي الوفاض من بطولتين متتاليتين، كأس ولي العهد، ثم كأس خادم الحرمين، في فترة زمنية لم تتعدَ أسبوعين، في الوقت الذي تتضاءل حظوظه كثيراً في الوصول لصدارة "دوري جميل". ولم تكن الروح الهابطة التي ظهرت جلياً على لاعبي الفريق أمام المنافس التقليدي الهلال، في مواجهة ربع نهائي كأس خادم الحرمين، وأدت إلى الخروج باكرا من منافسات البطولة، سوى امتداد لتلك الأوضاع الإدارية والفنية، منذ بداية التحضيرات قبل الموسم والتي ألقت بظلالها على نتائج الفريق، وحظوظه في تحقيق إحدى البطولات. حتى أخطاء التحكيم التي حدثت للفريق بإجماع المحللين، في مواجتهي الاتحاد في نهائي كأس ولي العهد، باحتساب هدف الاتحاد من تسلل واضح، ثم إغفال ركلة جزاء باكرة للنصر في مواجهة الهلال، في ربع نهائي كأس خادم الحرمين، لم تلقَ أصداء احتجاجية واسعة في المشهد الأصفر، في ظل قناعة الجماهير النصراوية بالمسببات الحقيقية، خلف تراجع الفريق، وتردي نتائجه منذ الموسم الفائت. يوشك موسم النصر الحالي على الأفول وسط تضجر جماهيره من مواصلة التخبطات الإدارية، التي ساهمت في تطفيش الداعمين الحقيقيين للنادي، في أزماته المالية الحالية، التي تسببت في تراكم الديون، وتأخير مرتبات اللاعبين لنحو تسعة أشهر، ومعها مقدمات العقود التي لم تدفع لهم حتى الآن، مروراً بحكاية الرحيل المفاجئ لمدرب الفريق البارز الكرواتي زوران ماميتش إلى العين الإماراتي قبيل نهائي كأس ولي العهد، والتي لم تقنع تفاصيلها المدرجات الصفراء حتى الآن، وقبلها مغادرة نائب الرئيس الداعم عبدالله العمراني من دون بديل، ليلحق بالمشرف السابق على الفريق بدر الحقباني في مستهل الموسم، إضافة إلى مواصلة الفشل في ملفات اللاعبين الأجانب، منذ بداية تسلم الإدارة الحالية النادي قبل أكثر من سبعة مواسم، فلم ينجح منهم سوى لاعبين أو ثلاثة على أبعد تقدير، كلها معطيات تفسر غياب الروح التي عرف بها لاعبو النصر، وتمنح مبررات مفتوحة لغياب الحضور الجماهيري الداعم للفريق في المدرجات، والاكتفاء بندب الحظ خلف الشاشات، وفِي مواقع التواصل الاجتماعي بمنصاته المتعددة. تشكيل المجلس الشرفي النصراوي لم يكن مؤثراً في المشهد الأصفر، وظهرت تحركاته مرتبكة وغير فاعلة، بدءاً من تقليص الديون القائمة، ثم تعثر الكثير من أعضائه الشرفيين في سدادها، مروراً بالصمت السائد تجاه السياسة الإدارية، التي أدت مكابرتها إلى إبعاد مشرف الفريق ونائب الرئيس والمدرب السابق، ثم الاخفاق في دعم النصر بعناصر أجنبية بديلة في الفترة الشتوية، في ظل تواصل ديون النادي عند مستويات لا تسمح بالتعاقد مع عناصر بديلة، ما أضر بالفريق كثيراً إلى حد بقاء ثلاثة لاعبين من الأجانب إلى جوار المدرب ورئيس النادي على دكة البدلاء، في مواجهة الهلال خارج الفريق الأساسي، كدليل قاطع على سوء اختيارهم. لم يعد أمام المدرجات النصراوية سوى انتظار الأمل في حدوث غربلة إدارية وفنية وعناصرية، تعيد صياغة أوضاع الفريق في المنافسات الموسمية المقبلة، تبدأ من استقالة الإدارة الحالية، بعد أن قدمت كل مافي جعبتها ولم يعد لديها الكثير من الفكر الإداري الناجح الذي سيقود الفريق نحو تحقيق البطولات، ثم نبذ المجاملات وعودة الشرفيين الداعمين، لبداية مرحلة جديدة بعيداً عن المكابرة وتكرار الأخطاء ذاتها والتفرد بالقرارات، وعنوانها نصر الجميع يستحق أكثر، بروح العمل الواحد، بمختلف مكوناته العناصرية، الفنية، الإدارية والشرفية