لم تتفاعل جماهير النصر مع خسارة فريقها لإحدى البطولات تحديدا في الموسمين الفارطين، كما تفاعلت مع خسارته الأخيرة لبطولة السوبر أمام منافسه الهلال، والسبب الرئيس هو الأداء الفني الباهت الذي قدمه في هذه المباراة، وقبله الوضع البدني واللياقي للاعبين الذي كان في أدنى درجاته، وساهم كثيرا في خسارتهم لأولى بطولات الموسم الجديد. المتابع لتحضيرات النصر بعد نهاية الموسم الفائت، وقبل بطولة السوبر خصوصا يجد أنها تحضيرات متأخرة، ولا تليق بفريق يبحث عن المنافسة على بطولة جديدة، على الرغم من تصدر سوق الانتقالات المحلية الصيفية، والتوقيع مع أكثر من لاعب مميز لتدعيم الفريق، وهو عمل إداري نال الإشادة والاستحسان في حينه من المدرج الأصفر، لكنه لم يكتمل بعد ذلك، حين باركت الإدارة قرار الجهاز الفني تأجيل انطلاقة التحضيرات للموسم الجديد، ما دفع ثمنه الفريق غاليا بخسارة بطولة السوبر، التي استحقها منافسه الهلال عن جدارة بعد أن بحث عن اللقب بتحضيرات باكرة، أثمرت ثقة كبيرة، وروحا عالية، تجسدت في أول دقائق المباراة، حين كان المسيطر على مجرياتها، وصاحب الكلمة الحاسمة في النهاية. العمل الكبير الذي تقوده إدارة النصر الحالية منذ ستة اعوام أنتج فريقا يعود للتتويج من جديد بعد غياب طويل، ببطولة الدوري لموسمين متتاليين وبأرقام قياسية، وقبلها أولى الثمار بتحقيق لقب بطولة كأس ولي العهد، وصاحب هذا العمل استقطاب نجوم محليين في شتى المراكز التي يحتاجها أي فريق منافس، ما جعل النصر يمتلك أقوى دكة بدلاء بين الأندية بشهادة الكثير من النقاد والمتابعين، وحتى مع رحيل المدرب الأوروغوياني كارينيو وحضور مواطنه ديسلفا، ظل النصر محافظا على بطولة الدوري، وحاضرا في قلب المنافسة على كل البطولات، على الرغم من الإصابات التي عصفت بأبرز نجومه في الموسم الفائت، وكان ثمنها الخروج باكرا من السباق الآسيوي، وعلى الرغم من كل الجهود والمتابعة الدؤوبة لشؤون الفريق من الإدارة، إلا أن الإخفاق أمسى يلازم العمل الإداري في انتداب اللاعبين الأجانب، عدا ضمها للمهاجم الكويتي بدر المطوع، المعروف بخبرته وتميزه، ولاعب الوسط البولندي ادريان ميرزيفسكي الذي شهد مستواه تذبذبا منذ نهاية الموسم الماضي، وتراجع كبير في المستوى لازم المدافع الدولي البحريني محمد حسين، الذي يشارف على الاعتزال بعد بروزه في خط الدفاع الأصفر قبل موسمين، عدا هؤلاء الثلاثة لم يحضر لاعب أجنبي للنصر في المواسم الأخيرة يمثل إضافة حقيقية، تدعم النجوم المحليين، بل تعددت المقالب موسما بعد موسم. النصر بطل (دوري عبداللطيف جميل) لموسمين متتاليين سيجد صعوبة بالغة في الحفاظ على لقبه للعام الثالث على التوالي، بعد أن زاد الحمل كثيرا على نجومه المحليين، من دون استفادة تذكر من العنصر الأجنبي البارز، الذي يفوق مستواه بقية اللاعبين في النصر، وهو ماظل ينادي به الكثير من الجماهير الصفراء حتى وفريقها يتوج بالذهب، إذ إن تواجد اللاعبين الأجانب الأكفاء سيقود الفريق فعليا لمقارعة منافسيه في دوري أبطال آسيا، وهي البطولة التي تمثل هاجسا كبيرا للإدارة النصراوية قبل الجماهير للمنافسة على لقبها، على الرغم من القصور الذي يبدو واضحا في ملف الأجانب، الذي يبدأ بمفاوضات طويلة وشاقة، مع أسماء فنية كبيرة، ثم العودة للتجارب المتواضعة. أدوات النجاح النصراوي والبقاء في دائرة المنافسة على البطولات، تتطلب استمرار العمل الإداري المميز منذ موسمين، بداية بالاعتراف بالأخطاء الإدارية في متابعة تحضيرات الفريق هذا الموسم، ومحاسبة الجهاز الفني على قصوره في الإعداد والتأهيل، والوقوف على تواضع عطاءات بعض اللاعبين، الذين تفرغوا للظهور في مواقع التواصل الاجتماعي قبل بطولة السوبر، ثم الابتعاد عن السماسرة المعتادين والاستعانة بالمستشارين الفنيين المؤهلين في اختيار العنصر الأجنبي، غير ذلك سيظل الفريق يدور في حلقة مفرغة، وشيئا فشيئا سيفقد الكثير من توهجه وحضوره الفني اللافت الذي عاد قبل موسمين فقط. ادريان ميرزيفسكي بدر المطوع