بدأت تكتمل عناصر(Attributes) مركز جاذبية (The center of gravity) الاستثمارات وتدفقاتها النقدية على أسهم أرامكو المتوقع طرحها في 2018م، لتصبح أرامكو أكبر شركة استثمارية في العالم، بعد صدور المرسوم الملكي بخفض نسبة الضريبة على أرامكو من (85%) إلى (50%)، لتعزيز الطلب على شراء أسهمها في أكبر البورصات العالمية (نيويورك، لندن، توكيو، هونج كونج)، مما سيرفع قيمة شراء أسهمها ويحفزها على طرح أسهم إضافية من أجل تحقيق أكبر أرباح رأسمالية وعوائد توزيعية. وبهذا تكون الاهداف الاستراتيجية من تخصيص أرامكو استدامة نموها وتمكينها من التوسع في أعمالها وتطوير وتنويع منتجاتها بطرق مبتكرة تمنحها ميزة تنافسية في الأسواق العالمية، حيث إنها تتربع على أكبر ثاني احتياطي نفطي مؤكد في العالم وبتكاليف تعتبر الأقل عالميا وبأكبر صادرات نفطية وطاقة إنتاجية في العالم، بالإضافة إلى الغاز ومنتجات أخرى متنوعة وباستثمارات محلية وعالمية، فهي ليست بحاجة إلى تحقيق مكاسب سريعة من بيع أسهمها بل إنها تسعى إلى تعظيم قيمتها السوقية محليا وعالميا وتحقيق مكاسب أعلى ومستدامة على أطول فترة زمنية ممكنة. إن إعلان طرح 5% من أسهمها خلال فترة تناقص أسعار النفط الحاد وتراجع إيرادات الحكومة النفطية، يتناقض مع ما يعتقده البعض انه من أجل تحقيق مكاسب سريعة وبسيولة نقدية كبيرة. فعندما تتراجع أسعار منتجات أي شركة وتستمر في التراجع، فإنها تصبح شركة غير مرغوب فيها من قبل المستثمرين مع تراجع قيمتها وعوائدها، فمن الأجدى طرح أسهم أي شركة عندما ترتفع أسعار منتجاتها، ويكون العائد المتوقع على استثماراتها مجزيا، وهذا ما يحدث من قبل شركات النفط العالمية وحتى الشركات المحلية في سوقنا المالي، حيث تقوم تلك الشركات بزيادة استثماراتها وتحسين أدائها ورفع كفاءتها بعام أو بعامين قبل طرح أسهمها، بينما البعض يقوم بتلميع قوائمه المالية لزيادة جاذبيتها للمستثمر ويمكنها من وضع علاوة أكبر على أسهمها. هكذا تسعى حكومتنا بوضع اقتصادنا في مرتبة متقدمة بين مجموعة العشرين بتطبيق "قانون الجاذبية" من خلال برامجها وتخصيص أرامكو، الذي سيجذب الاستثمارات ويعزز قيمتها الرأسمالية، وكذلك عوائد أسهمها في المرحلة الأولى وطبقا لمبادئ الحكومة والشفافية، مما سيمهد الطريق نحو المرحلة الثانية لطرح المزيد من الأسهم في السنوات القادمة. إن النظر إلى المكاسب الاقتصادية المستدامة في المستقبل يتم مقارنتها بالمكاسب في الوقت الحاضر، بتطبيق معدل الخصم (Discount rate) حتى لا نخسر الفرصة البديلة ولا نعول على استدامة القيمة الاقتصادية لنفطنا، تحت شعار "السيادة" أو إفقار الأجيال القادمة، إننا ننتظر أسهم أرامكو بفارغ الصبر.