أكد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي أن الأمن القومي العربي في خطر بسبب الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب والتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية. وقال السلمي في كلمته التي ألقاها أمام القمة العربية العادية ال28، أن البرلمان العربي يعمل على دعم السياسات والمواقف تجاه القضايا والمصالح العربية في المحافل الإقليمية والدولية، في ظل تنامي دور الدبلوماسية البرلمانية في العالم، وتعاظم تأثيرها على مسار السياسات الدولية. وأضاف أن الدور الذي يقوم به البرلمان العربي في تعزيز الروابط، وفتح قنوات التواصل، وتوطيد العلاقات مع العديد من الاتحادات والهيئات البرلمانية الوطنية والإقليمية والدولية ومجالس ومنظمات الأممالمتحدة وحقوق الإنسان، مهد الطريق أمام التواصل مع ممثلي شعوب العالم لنقل رسالة الشعب العربي بما يعزز ويدعم الدبلوماسية الرسمية العربية. وأوضح أنه انطلاقاً من المسئولية الملقاة على عاتق البرلمان العربي، في ظل الظروف بالغة التعقيد التي تعصف بعالمنا العربي، بادر البرلمان العربي بالتأسيس لاجتماع دوري مع رؤساء البرلمانات والمجالس العربية، وذلك لدراسة الأوضاع والتحديات التي تواجه عالمنا العربي، وتقديم رؤية عربية موحدة تعالج تلك القضايا والتحديات، تُعبر عن تطلعات المواطن العربي. وقال السلمي إن هذه الرؤية صدرت باسم وثيقة المؤتمر الثاني للبرلمان العربي ورؤساء البرلمانات والمجالس العربية الذي انعقد في مقر جامعة الدول العربية في فبراير 2017. وأشار إلى أن البرلمان العربي بادر أيضا بإصدار عدد من الرؤى والوثائق والتوصيات بشأن القضايا التي تهم المواطن العربي، وتمُس أمنه القومي وقوتَه اليومي. وقال السلمي إن العالم العربي كان ولا يزال وسوف يكون محط أنظار وأطماع واستهداف قِوى ودول إقليمية ودولية، فهو مهد الديانات السماوية، ومصدر إشعاع الحضارات الإنسانية، ومخزن الثروات الطبيعية، يتوسط قارات العالم، ويربط الشرق بالغرب، ولذلك فهو يتعرض على مر العصور والأزمان، لحملات غزو وغارات احتلال وجيوش استعمار، ولكنه على الرغم من كلِ ذلك، ظل شامخاً وصامداً عصياً على الانكسار، بل ازداد قوة وصلابة وشموخاً، ولذلك ما نعيشه اليوم من موجات احتلال ومحاولات استعمار وحملات غزو فكري وأيدلوجي ومذهبي، تمهد لإعادة أمجاد إمبراطوريات سالفة ذهبت على أيدي العرب أدراج التاريخ ولن تعود بحول الله وقوته. وقال إن القمة العربية تنعقد في ظرف دقيق، تتأكد فيه الحاجة الماسة إلى تنقية الأجواء العربية والتضامن العربي، وذلك من أجل الارتقاء بالعمل العربي المشترك إلى مستوى المسؤولية التاريخية، فالأمن القومي العربي في خطر، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، والإرهاب، والتدخل الإيراني في الشئون العربية. وأوضح أن النظام الإيراني أصبح اليوم يمثل تهديدا للأمن القومي العربي، من خلال استمرار احتلاله للجزر الإماراتية الثلاث، وتدخلهِ في الشئون الداخلية للدول العربية، عن طريق إثارة ونشر وتغذية الصراعات والنزاعات الطائفية، وتكوين ودعم ميليشيات مسلحة هدفها تقويض سلطة الدول الوطنية، وإدامة الصراعات، وتفتيت المجتمعات في المنطقة العربية، وتبني سياسات ومواقف عدوانية، وإصدار تصريحات غير مسؤولة، ضد الدول العربية خاصة مملكة البحرين وجمهورية اليمن، تتنافي مع مبادئ القانون الدولي المتمثلة في احترام سيادة واستقلال الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وثمن السلمي جهود التحالف العربي لاسترداد الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي أعطى رسالةً واضحةً لدول الجوار الإقليمي وللدول الفاعلة على الساحة الدولية أن العالم العربي قادر على حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمخططات هدم الدول وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات العربية.