نظمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بوحدة التوعية الفكرية "آمن" أمس، محاضرة بعنوان (وصايا وتوجيهات للطلاب والطالبات للحفاظ على دينهم ووطنهم والالتفاف حول ولاة أمرهم) ألقاها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين بالمنطقة التعليمية بالجامعة. وشدد د. السديس على الدور المهم للشباب والطلاب والطالبات كونهم مستقبل الأمة وهم من يحمل مشاعل الهداية والتوفيق بعد الله عز وجل في خدمة دينهم وأوطانهم وولاة أمرهم، مشيراً إلى أن الشباب لهم دور في مسيرة الأمة، وأكد أن أجلّ الوصايا هي ما جاءت في كتاب الله الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ونوه إلى أن التذكير بهذه القضايا في هذا الوقت لأن الشباب والشابات مستهدفون في عقولهم، وممن يريدون إضلالهم وإغوائهم والزج بهم في مستنقعات الافكار والانحرافات الفكرية التي تعج بها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال المخططات والمؤامرات ضد الدين والوطن والعلماء وولاة الأمر، حسداً لهذه البلاد على لحمتها. وتناول الشيخ السديس في محاضرته عدداً من المحاور حيث تطرق أهمية أن يستشعر الطالب والطالبة نعمة الهداية لهذا الدين، ثم التوحيد والإخلاص والتقوى لله، وطاعة الله ورسوله ولزوم منهج السنة والجماعة، ولزوم منهج السلف الصالح الذي يعصم من التعصب والتحزب للجماعات والتنظيمات أو للأفكار المخالفة، ومن الوصايا العبودية لله وتزكية النفس، وعلى رأس العبادات الصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج وسائر أعمال الإسلام وعباداته. وأكد د. السديس على المعاملات والأخلاق والتنشئة على منهج كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف ومجاوزة الحد وما يقابله من التطرف المضاد كالتغريب والانحلال والعولمة المخالفة للحق فدين الله وسط، والغلو والتطرف في تاريخنا الناصع كان صفحة سوداء مظلمة، الوصية السابعة تعلم العلم الشرعي والاهتمام به وأخذه من العلماء الراسخين. وحذّر د. عبدالرحمن السديس طلاب العلم من مصادر العلم المشبوهة، والالتفاف حول علماء الشريعة، فهو طوق النجاة وصمام الأمان وهم المرجعية الموثوقة، والاعتصام بالكتاب والسنة وعدم التفرق والاختلاف. وأوصى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الطلاب والطالبات، بالوطن أولاً، ونحن نفخر بوطن التوحيد وطن القرآن ووطن السنة ووطن الحرمين الشريفين، والوطن هو مصدر الأمن والاطمئنان لأبنائه، والدفاع عن الوطن والغيرة عليه، والسعي في بناء الوطن. وفيما يتعلق بواجب الشباب تجاه ولاة أمرهم، شدد د. السديس على أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا إمامة إلا بالسمع والطاعة، مبيناً أن السمع والطاعة لولاة الأمر ليس لتحقيق مرغوب أو لا الحذر من مرهوب بل هو عقيدة، كما يجب تبجيلهم واحترامهم وإكرامهم، والنصيحة لهم، وعدم التشهير بالأخطاء، والدعاء لهم، والتعاون معهم وجمع القلوب لهم، والاعتزاز بهم لا سيما في هذه البلاد لأنهم على العقيدة الصحيحة.