من رسالة المسجد في المجتمع أن الله - تعالى - سخَّر من عباده من يقوم على رعايتها وصيانتها وحفظها وتوقيرها، والمساجد في المملكة العربية السعودية وفي مقدمتها المسجد الحرام والمسجد النبوي والمساجد الأخرى تحظى بالعناية التامة والاهتمام البالغ وخصوصاً المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذين يفد إليهما المسلمون كل عام ويشدون إليهما الرحال استجابة لأمر الله حتى أصبح القادم إليهما يجد من الراحة والاطمئنان والسعادة والسرور ما يجدد به حياته وعبادته. ومن رسالة المسجد في المجتمع قيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتقديم كامل الخدمات والرعاية وحسن اختيار الأئمة والمؤذنين وعقد المحاضرات والدروس العلمية وحلقات تحفيظ القرآن ونحو ذلك حتى خرج من المسجد العلماء والدعاة والصالحون، وأصبح المسجد هو الجامعة التي يتلقى فيها المسلمون معظم تعاليم الدين، وكان من وراء ذلك الأثر الكبير على نفوس الناس وخصوصاً الشباب منهم الذين استفادوا من هذا المعين الصافي فتلاقت قلوبهم على المحبة وتآلفت نفوسهم على المودة. ومن رسالة المسجد في المجتمع حفظ الناس من الفتن والوقوع فيها ومن أهل البدع والأهواء لأنهم يتلقون فيها التوحيد الخالص والعبادة الصحيحة والعمل الصالح والتقرّب إلى الله بما جاء في القرآن والسنَّة على منهج السلف الصالح بعيداً عن التشدّد والغلو والتطرّف. ومن رسالة المسجد في المجتمع انطلقت الدعوة إلى الوسطية ومحاربة الإرهاب والتحذير منه والدعوة إلى لزوم جماعة المسلمين وإمامهم والإقبال على الطاعة والبعد عن المعصية والدعوة إلى حسن الأخلاق والسلوك الطيب ومعرفة حقوق الله وحقوق عباده؛ لأن المسجد منارة العلم والهدى والطريق إلى لزوم الصراط المستقيم. ومن رسالة المسجد في المجتمع أنه ينبغي على أهل الإسلام المحافظة على بيوت الله والتعاون مع المسؤولين عنها في رعايتها وخدمتها لأننا نرى أن بلادنا فيها آلاف المساجد التي يؤدي فيها الناس عبادتهم وهذا من فضل الله ونعمته علينا، وولاة الأمر يقدّمون لها كل دعم ومساندة ويوفرون لها كل ما تحتاج إليه في أداء رسالتها. - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية