تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- انطلقت رسمياً فعاليات معرض الرياض الدولي للكِتاب لهذا العام تحت شعار "الكِتاب.. رؤية وتحول"، وذلك بمقر مركز المعارض بالرياض يوم الأربعاء الماضي لتستمر حتى يوم السبت الموافق 18 مارس الجاري. وقد حرصت وزارة الثقافة والإعلام -الجهة المنظمة للمعرض- أن يظهر المعرض هذا العام بشكلٍ مختلف ليس فقط من حيث الاستعدادات والتجهيزات، ولكن أيضاً -وهذا هو الأهم برأيي- من حيث المحتوى والمضمون وتنوع الفعاليات، التي تحاكي وتتناغم مع المتطلبات والرغبات الثقافية المتباينة لفئات المجتمع باختلاف تنوعها واحتياجاتها الفكرية والثقافية. والجميل في الأمر، أن المعرض هذا العام قد ظهر بفكر وبمضمون عصري وحديث متطور للغاية، يعكس الحراك والتحول الثقافي والاقتصادي والتنموي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية منذ أن تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، حيث قد جسد المعرض في تجهيزاته وممراته والمسميات التي أختيرت لمعظم أجزائه، رؤية المملكة الطموحة 2030. ومن بين جوانب التحديث الملفتة لمرتادي المعرض في دورته الحالية، احتضانه للعديد من المباردات الإبداعية التي لم تكن حاضرة في الأساس بالدورات السابقة، أو لم تكن حاضرة بهذه القوة، مثل وجود المتجر الإلكتروني، واعتماد نظام "الباركود" لضبط عمليات البيع والشراء والأسعار. كما أن توفير خدمة الفسح الإلكتروني للكِتاب وبشكل مباشر داخل أروقة المعرض دون الحاجة إلى استخدام الفسح التقليدي الذي يعتمد على الورق والإجراءات الطويلة والمعقدة، يُعد تطوراً ملحوظاً في تحديث منظومة الخدمات التي يقدمها المعرض هذا العام لدور التأليف والنشر. ولعل ما يميز كذلك الدورة الحالية للمعرض مقارنة بالدورات السابقة، انفراده بتجهيز جناح متكامل للطفل، يحاكي عقولهم بأسلوب ثقافي وتروبي فريد من نوعه، يَعمل على تشجيعهم على القرأة في سنٍ مبكرة، كما تضمن المعرض للعديد من الفعاليات التي تحاكي رغبات وفكر الشباب من الجنسين، حيث قد استحدثت الوزارة برنامجاً خاصاً موجهاً لإثراء عقول الشباب كونهم يشكلون الشريحة الأكبر من نسيج المجتمع السعودي، حيث سيتم التركيز على إبداعاتهم وتجاربهم الثرية بأساليب مبتكرة، تسلط الضوء على عدد من التجارب الملهمة التي بادر بها الشباب بغرض تشجيعهم وتحفيزهم. أخيراً وليس آخراً، تميز المعرض هذا العام بأن حلت مملكة ماليزيا ضيف شرف عليه، والذي جاء متسقاً مع العلاقات المتميزة والمتطورة التي تجمع بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، مما سيساهم في تجسيد حضور الإرث الحضاري الأصيل والتنوع الثقافي الفريد لدى المجتمع الماليزي ضمن فعاليات المعرض.