في شوارع واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو فتش جنود زوار مهرجان فيسباكو الأفريقي بعدما أفرغ الزوار جيوبهم ومروا من خلال جهاز لكشف المعادن، وعلى مقربة من هذا المشهد كان هناك جندي مسلح برشاش ثقيل يصعد إلى ظهر شاحنة عسكرية. وكانت فعاليات دولية أخرى بغرب أفريقيا مثل رالي باريسدكار ومهرجان "في الصحراء" الموسيقي في مالي قد نقلت إلى أماكن أخرى أو ألغيت بسبب خطر الجماعات المتشددة، لكن حكومة بوركينا فاسو أصرت على عقد مهرجان فيسباكو أحد أبرز مهرجانات السينما في أفريقيا رغم المخاوف الأمنية منذ هجوم عنيف شنه متشددو تنظيم القاعدة العام الماضي وكان أول هجوم كبير من نوعه في البلاد. وما يزال الأمن في بوركينا فاسو هشاً لكن دورة العام الحالي من مهرجان فيسباكو شهدت حضوراً قوياً. ويحرص هوبرت كابري وهو موظف في بنك بالعاصمة واجادوجو على حضور المهرجان منذ ثلاثة عقود ولم يكن ليدع متشددي القاعدة يمنعونه من ذلك هذا العام، وقال وهو ينتظر وفي يده تذكرة لحضور عرض سينمائي مسائي ثانٍ "لن نسمح بأن يسيطر علينا الإرهابيون. هذا هو الرد الأمثل". وحتى وقت قريب تفادت بوركينا فاسو حليفة الغرب في مواجهة الجماعات المتشددة بمنطقة الساحل القاحلة في غرب أفريقيا أعمال العنف التي عانى منها جيرانها ودمر السياحة والفعاليات الثقافية. لكن في يناير من العام الماضي هاجم متشددون موالون لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مطعم كابتشينو المزدحم وفندق سبلنديد الراقي في وسط واجادوجو مما أسقط 30 قتيلاً وعشرات المصابين، ووجه الهجوم ضربة للحياة الهادئة في المدينة وخيمت الشكوك لفترة على مستقبل مهرجان فيسباكو الذي يعقد مرة كل عامين منذ 1969. هذا وفاز فيلم "فيليسيتيه" للمخرج السنغالي آلان جومي بالجائزة الكبرى لمهرجان فيسباكو هذا العام وتدور أحداثه حول مغن من الكونجو يكافح لرعاية ابنه بعد حادث دراجة نارية. من الفيلم الفائز «فيليسيتيه»