محمد السماعيل أكد الدبلوماسي السابق والمهتم في العلاقات العامة محمد السماعيل أن متغيرات الحياة تتطلب أن يتكيف الإنسان معها بما يجعله يحتمل كثيرا من مشاقها ومصاعبها وكسر الروتين فيها. وقال ل "الرياض": إن من المطالب الاجتماعية وجود الترفية فالطبيعة البشرية في الواقع تتوافق مع التغيير؛ لأنه ما من نمط واحد للفرد لا يغيره أو يبدله أو يتحول عنه وإلا أصبح معطلا لرؤيته للحياة واكتشافها. وأشار إلى أن ذلك الأمر ينسحب على الحالة الاجتماعية بصورة عامة فإننا في الإجازات، على سبيل المثال، نتجه إلى قضائها في مواقع أخرى غير بيئتنا بهدف الاستمتاع بأجواء أو اكتشاف عالم آخر ومعالم جديدة والحصول على جرعات إثرائيه لمعرفتنا وخلال ذلك يحدث كسر للروتين والحد من النمطية التي يمكن أن تؤثر سلبا في حياة الفرد. وأوضح أن ضرورة الترفية في الحياة العصرية تقتضي التغيير، فالقاعدة أنه لا ثابت في الوجود إلا المتغير، ومن غير المفيد لتطور الفرد أو تطور المجتمع أن يظل حبيسا لثوابت لا تتغير، وقد فعلت كثير من المجتمعات تغييرا مهما في أنماطها من خلال التغيير الإيجابي مع الاحتفاظ بالثوابت الأصيلة في القيم والأخلاقيات، ومن وسائل ذلك تطويرها لصناعة الترفيه التي تعتبر الأكثر تأثيرا في صناعة التغيير. وشدد على أن الدين الإسلامي لم يغفل الترفيه والترويح وأهميته فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت"، وذلك ينطوي على خلاصة ذات أهمية مثالية في أهمية الترفيه والترويح باعتبار ذلك من مطلوبات النفس البشرية، لأنه لا يمكن لفرد أو مجتمع أن يحيا على نمط واحد طوال حياته وإلا كانت النتيجة متوافقة مع قول الذي لا ينطق عن الهوى. وطالب السماعيل أن يصنع الفرد البرامج الترفيهية بنفسه ولأجل نفسه أو تنظمها الفعاليات الاجتماعية إنما هي سلوك إنساني طبيعي يستهدف اكتشاف الذات وإثراء الروح بمتغيرات حتى لا تحدث الرتابة والخمول والخواء الروحي والعقلي والنفسي، ولذلك فإنه في عصرنا الحديث أصبحت صناعة الترفيه تطورا بشريا طبيعيا يواجه تحديات الحياة العصرية ويمنح طاقة ورؤية جديدة ومبتكرة للحياة. وطالب السماعيل الموازنة في الأوقات وقال: لا يمكن تصور شخص على إيقاع واحد في حياته بين دوامة العمل والنوم أن يكون أكثر فاعلية من آخر يوازن بين أوقاته بحيث يجعل التغيير نمطا لنشاطه ودافعا لسلوكه العملي الذي يتطور ويتقدم، ما يجعل الترفيه وسيلة مهمة للتطور والتعامل الإيجابي مع انشغالات الحياة وزحامها وضغوطها، فهو معالجة لذلك أكثر منه انصرافا عن أساسيات وإنما تعزيز لها والمضي بها بعيدا برؤية أكثر اتساعا وطاقة داخلية متجددة.