وطني.. عذراً.. أسرتي عذراً.. فقد قرّرت أن أبدأ مشروعي "كن مشهورا مؤثرا" عبر الشبكات الاجتماعية حتى لو عارضني بعضكم بدعوى خذلان الوطن والأسرة فهذا غير صحيح إلا في عرف المنغلقين منكم. ألم تصبح هذه النشاطات الإلكترونية ممارسات مقبولة يتابعها الملايين ويحتفي بنجومها الكبار والصغار حتى أولئك المتذمرون المردّدون لعبارة "المغفّلون جعلوا الحمقى مشاهير". لماذا التعقيد والانغلاق والاتهام بالخيانة وانعدام "المروءة" في عصر الحريات والإبداع. سأغض النظر مؤقتاً عن "دندنة" حراس القيم الأسرية. ولعلي أجد مخرجاً من حجج من يقول إن الوطن وحقوقه تتأطر بما قال سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم عن (وطنه) مكة: (ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرك). أعلم أن المصطفى أعلن حب "وطنه" مكة وقتها وهي تعجّ بالكفار والأصنام المنصوبة في حرم بيت الله ولكن الزمن تغيّر كما قال لي سنابي كبير. أما منابر مشروعي الثلاثة الأولى فستكون: أولاً: منبر "تويتر": وسيكون حسابي صاخبا ناقدا متجاهلا ما تسمّونه أنتم "تتبّع العورات وتصيّد الزلّات" لأن هدفي كشف معطّلي تطوّر المجتمع ونموّه. لن أترك شاردة أو واردة عن صغير أو كبير وسأجعل كل مسؤول "يحسب حسابي". وحين أحصد الانتشار والشهرة سيخطب الكل ودّي وستتزاحم عليّ الدعوات للاستضافات والمحافل وسأحسن استغلالها. ثانياً: منبر "الواتس آب": وهذا لوحده حكاية رهيبة حيث سأوظّف هذا التطبيق المذهل لترويج الشفافية حتى لو قلتم إني أروّج المثير وأنبش المستور. ستكون كاميراتي سلاحي في وجه الموظفين والمسؤولين والشركات. وحينما ينتشر لي مقطع (خطير) سأضعه على صدر حسابي في " تويتر" لأضمن "الحصرية" والمزيد من الشهرة والتأثير. ثالثاً: منبر "سناب شات": وهنا سيكون أمامي تحدٍ أخلاقي سأتجاوزه مع التعوّد والتكرار في أول عشرة مقاطع. وهذا التحدي يكمن في إجادة بث ما تسمونه (خصوصية) بيتي وأسرتي. سأفعل ما يفعله أكثر مشاهير "سناب شات " ولن ألتفت لمن يزعم إن عرض الحياة اليومية لطفلي وطفلتي الصغيرة انتهاك لبراءة الأطفال لأنهم أفضل موردي الشهرة والإعلانات. وحتى لو اضطررتُ لتسجيل وبثّ مقاطع لجدتي وهي غافلة على سجادة الصلاة سأفعل. المهم هو النتيجة المذهلة حيث ستتوالى علي طلبات الرعايات والهدايا والسفر المجاني وستكونون أيها المعارضون اليوم بين متابعيّ غداً وحينها سأمنحكم فرص التقاط صور سيلفي معي وأنا على منصّات التكريم. * قال ومضى: وحده (المبدأ) (لا يقبل) الطرح (ولا ينقسم) حتى على نفسه.