احتفل العالم أمس باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف كل عام الثامن من مارس... وتم اختيار موضوع لهذا العام 2017م "كن جريئاً من أجل التغيير" وهي فكرة تهدف إلى تشجيع الجميع سواء كانوا رجالاً أو نساءً على اتخاذ ردة فعل أو القيام بخطوة في سبيل تحقيق هدف الوصول إلى المساواة بين الجنسين..! هذا اليوم الذي بدأ بداية من الصعب تحديدها عام 1908م بجذور تعود إلى نيويورك عندما شاركت 15 ألف سيدة في مسيرة للمطالبة بحقوقهن في التصويت الانتخابي، والحصول على أجور أفضل وساعات عمل أقل، وبعدها بعام قام الحزب الاشتراكي الأميركي بالاحتفال بأول يوم للمرأة في 28فبراير.. لكن مؤتمر النساء الذي ضم 100 امرأة من 17 دولة وافق على إقامة اليوم العالمي للمرأة وتم الاحتفال به للمرة الأولى في الثامن من مارس عام1911م... وظل هذا اليوم غير رسمي حتى اعترفت به الأممالمتحدة في عام 1975م... وبعد مرور ما يقارب من مئة عام على تأسييس هذا اليوم واستمرار الاحتفال به من خلال تحويله إلى إجازة رسمية لموظفي الدولة... وبعض الدول مثل "كوبا وجورجيا ونيبال والجبل الأسود وغيرها" تجعله عطلة للنساء فقط... هل يكفي حقا تأسيس هذا اليوم الهدف الذي أنشأ من أجله؟ وهل تحسنت أوضاع النساء أم أنه تحول إلى كرنفال مطالبات تنتهي بانتهاء اليوم؟ الواقع يقول إن النساء في العالم لا تزال تعاني من مشاكل كثيرة ولم تتحقق الأهداف التي من أجلها أسس هذا اليوم... فمثلاً بالنسبة للأجور لاتزال المرأة في كثير من الدول المتقدمة تتقاضى أجراً أقل من الرجل نظير نفس العمل الذي تقوم به... وفي بعض البلدان تقل فرص التعليم للمرأة وبعض البلدان لا تتعلم فيها النساء ويكتفى لها بالزواج وتربية الأطفال.. وخلاف التعليم والعمل يشكّل العنف الذي تتعرض له النساء ظاهرة في مختلف أنحاء العالم ليس الثالث أو الرابع ولكن الأول... فالمرأة تتعرض للعنف الجسدي من قبل الزوج أحياناً وسجلت دول متقدمة نسبا مرتفعة من العنف وضرب النساء... وهناك العنف النفسي والاجتماعي الذي يمارس على النساء وبالذات المعيلات والباحثات عن لقمة العيش... وهنا عنف الحروب على مدى المئة عام الماضية التي جعلت من الأمهات والنساء معيلات لأسر في ظل فقدان أب الأسرة.. تتحمل معه التشريد والمرض والفقر والجهل والخوف بمقاومة شديدة.. وتمسك بالحياة دون مطالبة بحقوقها وبالذات النساء اللاتي لا يعرفن معنى الحقوق...! يستمر الاحتفال كل عام بهذا اليوم رغم عدم تحقق الكثير منه ولكن هذه الاستمرارية تعني تسليط الضوء على الحقوق التي حُرمت منها المرأة ولعل أبسطها أن تعيش بكرامة ودون مناهضة لحقوقها الأصلية أو اضطهاد من أقرب من حولها... أو قتل لروحها قبل جسدها..!!