يظهر المقطع الذي تم تصويره بواسطة كاميرا الجوال، والذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع رئيس الاتحاد المهندس حاتم باعشن وهو يترجى جماهير ناديه بأن يساندوا الفريق من دون أن يرموا القوارير داخل الملعب، إذ يؤكد عليهم أن النادي ربما تضرر من تلك التصرفات بإيقاع الغرامة عليه مرتين بما مجموعه 300 ألف ريال، وقبل أن يغادرهم يعيد التأكيد عليهم بالأمر قبل أن يتلقى وعداً منهم بالالتزام. ذلك المقطع يؤكد حالة المعاناة التي تواجه إدارة النادي جراء تلك التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية، والتي تكررت غير مرة، سواء في منافسات الفريق المحلية أو الخارجية، والتي تسببت له بعقوبات مالية؛ بالإضافة إلى منع الجماهير من الحضور للملعب، كما حدث في مواجهته مع العين قبل موسمين في دوري أبطال آسيا، حينما قرر الاتحاد الآسيوي حرمان النادي من جماهيره بسبب تكرار رميهم للعلب الفارغة والمفرقعات، والتي تكررت في أكثر من مباراة خلال البطولة. تلك التصرفات المجرمة قانوناً، والمرفوضة في كل الأعراف الرياضية أصبحت تشوه صورة مدرج "النمور" الذي يعد النموذج الأروع محلياً، وأحد النماذج الملهمة للمدرجات في المنطقة، وهو المدرج الذي كان ولازال مصدر إلهام للوفاء الجماهيري، والتشجيع المبتكر، والأهازيج التي باتت تنشد في كل مكان، ويكفي أن نذكر فقط اللوحة الفنية الرائعة التي حملها هذا الجمهور، والتي جاءت بشعار "حبيبي يا رسول الله"، إذ أخذت مساحة كبيرة من الإشادة والتعليق من الإعلام المحلي والعربي بل والغربي؛ لندرك أن هذا المدرج لم يكتفِ بالمساندة التقليدية، وإنما تجاوزها إلى تقديم رسائل فكرية سامية. ما شهدناه من تصرفات خارجة عن القانون وخادشة للذوق العام في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة من رمي قوارير وأحذية لا يمكن أن تبرر من بعض الإعلام المنفلت من عقال المسؤولية، والفاقد للوعي بالقول إنها ردة فعل، أو بوجود مندسين، ومن يبرر لها فهو شريك بالتحريض، من حيث يدري أولا يدري، لأن تلك التصرفات لا تشوه نادي الاتحاد، وإنما تشوه الصورة الحضارية للبلد، إذ لا يمكن القبول بها حتى في ملاعب الحواري في عشوائيات جدة كحارات الهنداوية وغليل والكندرة، فكيف وهي تحدث في إستاد مدينة الملك عبدالله الموصوف "بالجوهرة المشعة"، بما يمثل من قيمة معمارية ورياضية، لا تستحق أن تُمارس فيها مثل تلك الأفعال المشينة.